شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم أُعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين الذي قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم. أحمدك ربي، وأصلي وأسلم على خير خلقك، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
- لعل الذين ذكروا بعض الوظائف، أو بعض الوظيف عن اللواء الأخ صالح فاضل كانوا قريبي عهد بالوظيفة، وإذا لم تخنّي الذاكرة من الكبر فأنا أرجع بهم إلى سبع وعشرين سنة، أو أكثر حينما كان اللواء نقيباً، وكان مديراً لمرور جدة. فمنذ ذلك العهد كان هناك لقاء عبر الصحف والإِدارات التي تتعامل مع الجمهور، ولها علاقة لصيقة بهم هي عرضة لأن تنتقد، وعرضة لأن تتحاور مع الآخرين، أو يتحاور معها الكاتبون. هكذا طبيعة الحياة في كل زمان ومكان، والمرور أحد هذه المرافق التي لها صلة وثيقة لصيقة بحياتنا العامة اليومية.
- وكنت أحد الناقدين، أو الكاتبين عن المرور وبقية الأجهزة الأخرى، وكان النقيب صالح آنذاك يتحمل نقدنا العنيف أحياناً، وهذا النقد يشهد الله، أكتبه ويكتبه إخواني من المواطنين بدافع الإِصلاح، ليس لأحدنا هدف عند الآخر، وإنما نحن نحرص على أن تكون واجهتنا في كل مكان موضع إعجاب وتقدير.
- نحن المواطنين في حاجة ماسة جداً إلى أن يدخل كل موظف جديد في ديوان المراقبة العامة في جهاز من أجهزة الدولة لكي يهيأ كيف يتعامل مع الجمهور! ويؤدي واجبه! وقبل كل شيء يجب أن يكون ذا خلق. الجمارك، الجوازات، والتاكسي، والفندق، والمرور، والشرطة و... كل هذه واجهات سواء أكان للمواطن، أو للعابر، أو للمقيم، الكمال لله سبحانه وتعالى، ولكن دائماً نحاول أن نعالج الكمال البشري لكي نكون قدوة، وينبغي أن يشيع هذا الخلق في كل من يشغل وظيفة في أي مرفق في هذه الحياة عامة، وفي هذا الوطن خاصة.
 
- والحديث عن الأمن حديث عن الدين. أنا لا أقلل من وظيفة الأمن في بلادنا، ولكني أقول بحق وبدون مزايدة أننا مدينون بتطبيق الشريعة، لولا تطبيق الشريعة ما كان هذا الأمن، كل العالم في الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها في حيرة وهم يملكون قوات لا نملكها، ويملكون أسلحة، ويملكون قدرات، ويملكون دراسات عن الجريمة وعن المجرمين، وعن المشاكل، وعن تعقيدات الحياة، وعن المتغيرات، وعن المخدرات ولكنهم عجزوا على أن يكافحوا الجريمة، وهم الآن يحاولون أن يستفيدوا من العقيدة الإِسلامية، ومن الدين الإِسلامي.
 
- نحن مدينون في الأمن وللأمن وبالأمن لعقيدتنا. لا أشك في هذا، ولا أعتقد أنكم تشكون أن تطبيق الشريعة هو الوسيلة الوحيدة التي تخيف الظالمين، أو المعتدين، أو المجرمين، أو الذين يحاولون أن يصنعوا شيئاً. يقول الله سبحانه وتعالى: ولكم في القِصاصِ حياةٌ يا أولي الألباب. فالذي يقتل سيقتل، قضية محسومة، قبل أن يقدم على هذه الجريمة يحسب ألف حساب وحساب أنه سيقتل.
 
- لكن في دول كثيرة يحكمها نظم وضعية، يحاول المحامون تبرئة المجرم بطرق ملتوية بإلصاقِ صفة الجنون والمرض إليه، على أية حال أنا لا أقلل من الأمن، ولكن الأمن مدين لهذا الدين الذي آزره وجعل له شوكة والخوف من الدين لا من الأمن. الأمن عبارة عن سياج أو وسيلة تنفيذ. والحديث عن اللواء لا شك أنه حديث جميل عن خلق هذا الرجل الذي يعتبر تعاملنا معه محدوداً، عندما كان في المرور قبل ست وعشرين سنة، أو عندما أصبح الآن في الشرطة. لكن ما أراه وما أسمعه أن الغاضبين الذين يغضبهم بعض الموظفين، أو ذوي الحقوق حينما يهرعون إلى رجل كاللواء صالح فاضل فيجدون صدراً رحباً، ومقابلة كريمة، ويحاولون أن يعينوهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
 
- هذا الخلق نحن في حاجة إليه في كل مرفق قيادي، في كل عمل مرتبط بالجمهور لأنه صورتنا، الإِنسان لا يذكر بماله، ولا يذكر بحسبه، ولا يذكر بنسبه، وإنما يذكر بتقواه، والخلق منشق من هذه التقوى. في هذه الليلة التي يكرم فيها اللواء الأخ صالح فاضل أشارك بالتهنئة الخالصة، فهو خليق بهذا التقدير لأنه على خلق، ولأنه يعرف كيف يتعامل مع الآخرين، وشكراً لأخي الأستاذ عبد المقصود، ولهذه المناسبة، شكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :501  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 143 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج