شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد حسين زيدان ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ محمد حسين زيدان فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله أكمل الدين وأتم النعمة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الرسل والأنبياء، وعلى آله وصحبه أجمعين.. إخواني.. كدت أعتذر ألا أحضر هذه الليلة لما أنا فيه ولكني حضرت لأقوم بما أنا له، وما هو الذي أنا له؟ هل هو الذي يكلفني به عبد المقصود أم هو الذي يشرفني به أحمد المبارك؟ سيان تكليف عبد المقصود عون لا أبخل به، وتشريف أحمد المبارك يتلخص فيما يلي:
- عرفته معلم المعلمين.. لماذا؟ لأني أفخر أني كنت معلم الصبيان، وقد كان هو يدير المعلمين كأنه المعلم لهم، وبما أني كنت معلماً للصبيان فقد أصبحت تلميذاً له، تتلمذت عليه في موضوع وأكثر من موضوع. الموضوع الأول هو أول ما عرفت النظرية المكانية التي اخترعها الدكتور عبد العزيز القوصي أستاذه، هو الذي حدثني بها وعلمها إليه، وهو أن الإِنسان التلميذ إذا ذاكر في غرفة أعدت له لا يستطيع إذا انتقل من تلك الغرفة أن يذاكر.
- وعبد العزيز القوصي الدكتور قد جمعها، وتلقاها من عجائز أمهاتنا وآبائنا، هي نظرية معروفة لدى الجميع، ولكن هو هندسها وجعلها علماً في علم النفس النظرية المكانية وإلاَّ فهي معروفة لأن الواحد منا يقول: إنه لم يستطع أن ينام البارحة لأن مكان نومه تغير. فتغير المكان يحدث بعض التغير في أعصاب الإِنسان أو نفسه، بحيث لا يستطيع أن يقوم بما كان يقوم به.
- هذا أنا تلميذه فيها وهو تلميذ عبد العزيز القوصي ولا زلت أقول: إن عبد العزيز القوصي تلميذ لأمه أو جدته التي قالت له: إنني لم أنم الليلة لتغير مكاني.. ثانياً: عجزت أن أجد قائل هذا البيت:
ستألف فقدان الذي قد فقدته
كإلفك وجدان الذي أنت واجدُ
- فسألته فعجز هو أيضاً أن يجد صاحب هذا البيت، كما عجز أيضاً غيره، وقارئ البيت يرى فيه نسج المتنبي أو نسج ابن المقرب. ولكنه اليوم يحدثني أنه رأى هذا البيت في رثاء أحمد حسن الزيات لابنه رجاء يوم توفي وهو موجود في مجموعة الرسالة، لم ينسبه الزيات أيضاً إلى صاحبه وإنما قال كما رواه لي الآن أستاذنا أحمد المبارك قال: إنه لشاعر العروبة، قلت: لقد نسبه إلى صاحبه فلن يطلق شاعر العروبة إلاَّ على المتنبي.. ألستم معي في ذلك؟ المتنبي شاعر الدهر العربي هو شاعر العروبة، ولكن يظهر أن الزيات أخذته بعض المصرية لأن المصريين وإن كتب طه حسين عن المتنبي وإن عظم المتنبي بعد ذلك يأخذون عليه أنه وقد وصل إلى مصر في عهد كافور الإِخشيدي وهجا كافور، وكان يطلب الإِمارة لم يذكر النيل في شعره قط، فالمصريون يجدون موجدة على المتنبي أن هذا النيل العظيم لم يؤثر فيه ولم يذكره.
- لهم حق في ذلك، ولنا عتب عليهم أن لا ينسوا للمتنبي هذا النسيان للنيل، لكن طه حسين لم ينسَ المتنبي وغيره كتبوا عن المتنبي كتابات جيدة. من تحف طه حسين عن المتنبي وهو شاب في الكوفة تلك التحفة التي يعرفها الأستاذ أحمد المبارك ويعرفها أستاذنا أبو تراب، أنه رأى أناساً تجمعوا حول شيء، دخل بينهم فوجدهم مجتمعين على فأر ميت، فنظم هذه الأبيات يعجب بها طه حسين لأن فيها نكتة والنكتة تعجب المصري.. يقول:
لقد أصبح الجرذ المستغير
أسير المنايا أسير العطب
رماه الكناني والعامري
وتلاَّه للوجه فعل العرب
كلا الرجلين اتَّلى قتله
فأيكما غلَّ حر السلب
وأيكما كان من خلفه
فإن به عضة في الذنب
- لهذا أن أكرم الأستاذ أحمد المبارك، وإن كان هو دائماً يكرمني.
- ذكرني بأشياء قديمة جديدة يوم كنت موظفاً في اللوازمات، ويوم كنت أزوره وهو رئيس التعليم، أذكرها له بالخير ولا أنسى أنه من عائلة وأسرة عريقة، في هجر في الأحساء يحلو لي دائماً أن أسمي الأحساء هجر لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نطق بها هجر عندما وصف شجرة سِدْرَة المنتهى، ووصف نبقها فقال: كأنه قِلال هجر. هجر أعطتنا قِلال التمر، وأعطتنا برميل البترول، وأعطتنا عائلة كريمة هي عائلة المبارك الذين ما نسوا نسبهم إلى المدينة المنورة لأنهم يعتنقون مذهب مالك.
- فعائلة المبارك، وعوائل أخرى كالملا وغيرها لهم فضل الحفاظ على عقيدة السلف، وعقيدة السنَّة، وكل المسلمين إلى خير، وكل من قال لا إله إلاَّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فهو على الرأس والعين. والسلام عليكم ورحمة الله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :893  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج