| كُرْمَى لعينيكَ يا شَقيقَ البلبلِ |
| لكَ في حنايا القَلْـبِ صَـدْرُ المَحْفـلِ |
| ما أنتَ أولُ صاحبٍ، لكنَّما |
| أنا قد وَضعْتُـك بـين سِرْبـي الأولِ |
| أسكرتَني بِالشَّعْر طاب رَحيقُه |
| يا سكرتي لا تَرْحلي، لا تَرْحليِ |
| حمّلتَني فَضْلاً أنوءُ ببَعضِه |
| فارْحَمْ أخاك ولا تَجِئْه بأثْقَلِ |
| إنْ نَخْتَِلفْ داراً فإنّا أخْوةٌ |
| نَسَبُ العُروبة بيَنَنـا النَّسـبُ الجَلـيٍ |
| هِمْنا مَعاً بالضادِ لم نَخْفِرْ لها |
| عَهْدَاً، وعَنْ تعزيزها لم نَغْفُلِ |
| قَدْ تستحيـلُ الأرضُ قاعـاً صَفْصَفـاً |
| ويَصيرُ أعلَى الكائناتِ كأسفلِ |
| وينوسُ نورِ الشمـسِ أو قـد تنطفـِي |
| ويزولُ كلُّ محرَّمٍ ومُحَلَّلِ |
| وَيَظلّ للفُصْحى رُواءُ شبابها |
| وَتَظلُّ تَرْفُلُ في الكتابِ المُنْزَلِ |
| وتَظَلُّ رايةُ مَجْدِها خَفّاقَةً |
| صَفّاقةً فوقَ السَّماكِ الأعزلِ |
| * * * |
| يا صاحِبي شَكْـواكَ أدْمَـتْ مُهْجـتي |
| ما حيلتي وأنا العَليلُ المُبتَليِ؟ |
| إنْ طـالَ ليلُكَ، أو تطـاولَ فاقْضِـه |
| بينَ التأملِ والتعلّل ينْجلِ |
| لو لم يؤرقْني العَذابُ لما زَكا |
| شِعْري، ولا وَرَدَ العِطاشىَ مَنْهليِ |
| أنا في الشَّقَاءِ قد اكتَشَفْـتُ سَعادتـي |
| وَوَجْدتُ أُنْسِي في زَوايا مَنْزليِ |