شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليلـة الأحـد
رأيْتُها ورأتْني لَيْلَة الأحدِ
فجن قلبي بعينيها إلى الأبدِ
في سَامرٍ خَضِل طـابَ الحديـثُ بـه
كأنَّه الرّوضُ في أثوابِه الجُددِ
لم نَجْتمعْ صُدْفةً… لكنه قَدَرٌ
يَقودُنا – دونَ أنْ نَدْري – يـداً بيَـدِ
رَنَتْ إليّ، وقد قالَتْ لخالتِها
مَنِ "الأميرُ" الـذي حيّـى ولم يـزدِ؟
فجاوَبَتْها بصَوْتٍ كِدْتُ أسمَعُه
صَدَقْتِ. هذا أمـيرُ الشَّعْـرِ في البلـدِ
غنَّى فهزَّ قلوبَ النـاس مِـنْ طَـرَبٍ
لكن أثارَ قلوب الطّيْـر مِـنْ حَسَـدِ
غَلْواءُ خلَّدها شِعْراً وصوَّرها
رُوحاً، ولكـنّ عيْنَيْـه علـى الجَسَـدِ
لا كَرْمَ إلاّ جَنَى منه وجانَفَهُ
يا لَلْكُرومِ غَـدتْ نَهْبـاً لكـلِ رَدِيِ!
يُغْري المِلاحَ بِمـا يُبْديـه مِـنْ دَعَـةٍ
واللهُ يعلم ما يُخفيه مِنْ عُقَدِ
فحاذِريه، وظلّي عنه نائيةً
هَيْهات تَسْلَم شـاةٌ في شَـرَى أسـدِ
فعاوَدتْ تتقرّاني بنَظْرتِها
وقَلْبُها بَيْنَ نارِ الشَّكَّ والبَردِ
ثم استدارَتْ وقالـتْ لابـن خالتِهـا
هَلاّ انصَرَفْنا، فما في البيتِ مِـنْ أحـدِ
إنَّ اللصوصَ كثـيرٌ والطريـقُ خَـلاَ
والليلُ فحْمتُهُ امتـدّتْ إلى كَبـدِيِ…
ووَدَّعَتْ ومَضَتْ، لكنّها بَقيَتْ
دينا مِنْ العِطْر في روحـي وفي خَلَـدي
وظلَّ صَوْتي في أسماعِها نَغَماً
حُلْواً وإنْ أظْهَرْت شَيْئاً مـن الكَمَـدِ
* * *
وبَعْدَ شَهْرٍ تلاقيْنا فما نَفَرتْ
ولا تلافَتْ لِقاءَ البُلْبُل الغَرِدِ
مَدَّتْ إليّ ذراعَيْها مُرَحَّبةً
ومكّنَتْنيَ مِنْ خَدَّ ومِنْ نَهَدِ
لَمْ أدْرِ هل كانـت اللُّقْيـا مُصادَفَـةً
أم كان أمْسِي جسْراً قادنـي لِغَـدي؟
ثم التقيْنا وكان الليلُ ثالثَنا
فظُنَّ ما شئتَ مِنْ خَيْـرٍ ولا تَـزِدِ…
* * *
تَقَلّبَ الدَّهْرُ بالأحبابِ فانقَلَبوا
وظَلَّ قَلْبيَ في الصحراءِ كالوَتِدِ
تلك التي نضّرتْهُ بابتسامَتها
عادَتْ فجارَتْ على مَجْنونهـا النَّكـدِ
تَحَجَّرتْ بعْدَ أنْ كانتْ تُدَلَّلُه
هَلْ كان ما أضْمَرتْ حُبـاً إلى أمَـدِ؟
لم يبْقَ مِنْ خَبَـري فـي نَفْسِهـا أثـرٌ
كأنني الطَّيْفُ ولّى ثمَّ لم يَعُدِ…
لكنَّ قَلْبيَ لن يَسْلو مفاتِنَها
وسَوْفَ يَذْكُر عَيْنَيها إلى الأبدِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :466  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 500 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج