(كان محمد سعيد عبد المقصود -رحمه الله- حياة في الحياة، وكان نسيج وحده في الشباب، وما أريد بهذا –والله- أن أذم الأحياء لحساب الأموات، ولكن (محمد سعيد) -كما يعرفه كل أحد– كان أمة وحده في هذه البلاد.
كالبدْرِ مِنْ حَيْثُ التفَتَ رَآيْتَهُ
يَهْدِي إِلى عينيْكَ نُورَاً ثَاقِبَاً
وخلة واحدة تلمسها واضحة في حياته، تفسر لك كل حقائق حياته وأخلاقه، تلك هي (منطق الحيوية، القوية في نفسه) فهي مصدر كل ما عرفه فيه الناس، من توفز، وتوثب، وحب وكره، وتوقد وإخلاص، ووفاء ووطنية، وشهامة، ونبل. وأستطيع أن أقول -غير مبالغ- إن في كل حركة من حركاته، بل وفي كلِّ نأمة من نأماته، دليلاً على منطق الحيوية القوية في نفسه)(1).