شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خطاب الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي في الحفل التكريمي
للوفد الأردني لإصلاح مسجد الصخرة بالقدس (1)
قال تعالى: يَأَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجارةٍ تُنجِيكُم مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ باِللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ بِأْموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُم ذالِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إن كُنُتمْ تَعَلَمُونَ. يَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبةً في جَنَّاتِ عدْنٍ ذَلكَ الفَوْزُ العَظيمُ. وَأُخَرى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ (2) صدق الله العظيم.
حضرة صاحب المعالي:
حضرات أصحاب الفضيلة والسعادة:
حضرات الأجلاء الأماجد:
يطيب لي ويشرفني أن أنوب عن حضرة صاحب المعالي وزير الدولة الشيخ حمد السليمان فأحييكم جميعاً بتحية الإسلام. وأن أسهم في تكريم هذا الوفد الجليل الذي تتمثل فيه عنعنات المجد العربي والتراث الإسلامي، وأرحب بمقدمه ترحيباً لا يتقيد بالحدود ولا تحجزه السدود وإنما هو شعور كل مؤمن حيث ما أقلته الغبراء وأظلته السماء.
أيها الوفد الكريم: مرحباً بكم وأهلاً وسهلاً في بلاد ران عليها السلام وهي من قبل ومن بعد موئل العروبة وملاذ المسلمين... إننا لنحمد الله سبحانه وتعالى أن جعل عباده الأتقياء وحفظه دينه الأوفياء رجالاً أمثالكم يدافعون عن حوزته ويتفانون في البذل دون حماه، ولا يعوقهم عن أداء الواجب المفروض بما يكابدونه من مشاغل ومشاكل يضيق بها صدر الحليم.
ما أعظم الباعث لكم على هذه الرحلة الموفقة، وما أكرم الغاية التي تسعون إليها وما أجدرنا بشكركم على دعوتكم ومعاضدتكم في تحقيق مهمتكم لا سيما وأنتـم تؤثرون في أولـى مراحلكـم وأشواطكم بهذه الدعوة خير بلاد الله وأقدسها.
إن مسجد الصخرة الذي أخذت تتصدع جوانبه في بيت المقدس، البلد العربي الذي سقي ثراه بدماء الشهداء من الفاتحين والذي عرج منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملأ الأعلى والذي استنهض أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرحل إليه ووقف عليه وصلى في صعيده المطهر، هذا البلد الذي صمد للأحداث وتغلب على الصروف وقهر الجبابرة من الغزاة المعتدين فارتدوا عن أسواره العالية خائبين محسورين.. هذا البلد العربي المتحفز ليتردد صدى استنجاده من وراء البلقاء والبطحاء فيصم آذان أربعمائة مليون مسلم ينتشرون في مشارق الأرض ومغاربها ليساهموا جميعاً في تلافي الخطر وتدارك الخراب المحيطين بمعالمه الخالدة.. وإن ما يتقاضاه ذلك من مصروفات ليستطيع واحد من كل مليون مسلم أن يعيده أحسن وأجمل وأقوى مما كان في أي عصر مضى، لا سيما والظروف المحيطة ببيت المقدس لم تعد خافية على أحد ولابد من إعلان التكاتف والتآزر الجماعي في هذا الواجب المشترك وليس الخلل من الخرج ولا من الفداحة بالدرجة التي تحمل دعاة الخير والإصلاح إلى تجشم المشاق واختراق الآفاق لجميع الاكتتابات ولو قام أثرياء المسلمين وعظمائهم من الموسرين بهذا الواجب غير أن ننتظر البعيد، والوعي الرشيد همنا اللذان استفزا هذا الوفد العزيز لتعميم الدعوة لاشتراك أكبر عدد ممكن من خاصة المسلمين وعامتهم في هذا العمل المجيد ليكون ذلك برهاناً صادقاً ودليلاً محسوساً على الشعور بالواجب والقيام به والتناصر عليه كل من يؤمن بالله واليوم الآخر.
حضرات السادة:
إننا كسعوديين - شرفهم الله بالبلد الأمين وكتب لهم أن يكونوا في جوار (البيت العتيق) وأن يختصوا بهذه الكرامة في أقدس بقاع الله وأطهرها.. يسعدنا كثيراً أن نصافح بقلوبنا قبل أيدينا هذا الوفد العزيز وقد أقبل يؤدي أعظم رسالة تعني كل فرد من أمة محمد صلواته وسلامة عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أيها الأخوان:
إن مهمة هذا الوفد لتقوية الصلة بالدعوة إلى الله في السعي إلى ما يحبه ويرضاه وهي إلى مثل عال للتضحية في سبيل الله: إنها مظهر من مظاهر التعاون والتناصر على الاحتفاظ بأغلى المآثر الإسلامية في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين)..
أيها السادة المواطنون:
إن أمامنا اليوم لفرصة سانحة يشهدها العالم ليحكم لنا أو علينا فيما نعتبره بحق أقدس ذخائرنا الدينية والروحية وآثارنا العربية التي نباهي بها العصور والأمم والأجيال فماذا نحن فاعلون؟؟ إننا نتعشم ونرجو أن نكون الأسوة الحسنة لسائر عباد الله في جميع أطراف المسكون فلا ندخر وسعاً في بذل ما تحفظ به الآثار من غوائل المحو والاندثار وذلك دأب هذا الشعب السخي في جميع المناسبات.
ومن من أحد منا معشر الشباب الموحدين - يجهل ما يتربص به المتربصون من أعداء الله المتكتلين وما يهدفون إليه من تقويض معالم التراث الإسلامي الخالد بكل ما أتوا من بأس وكيد وتضليل ودعاية ونكاية وتخذيل، وما عسى يكون عذر العالم الإسلامي إذا ضن بهذا النزر اليسير من فضول الأموال وهو يرى ويسمع ما يتبرع به عُبّادُ الدرهم والدينار في تكوين وجودهم المترنح على شفا جرف هار؟؟
الحق إنها وسيلة ناجزة لإظهار ما يضمره كل مسلم لعزة الإسلام والمسلمين وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (3) .
وأخيراً أكرر الترحيب بالوفد الكريم وأشكر لمعالي وزير الدولة الشيخ حمد السليمان هذه الدعوة الكريمة وتشجيعه الكبير ومؤازرته القيمة لهذا الوفد الجليل كما أشكر باسمه ونيابة عنه جميع الذين تفضلوا بتلبية الدعوة وأستطيع أن أقول مستبشراً مطمئناً أنهم جميعاً يشاركون معاليه شعوره العميق وشهامته العربية والإسلامية ومبادرته للاستجابة والعمل لهذه المكرمة الدينية والوطنية.
وأعلن في ثقة وأمل واعتزاز أن الشعب العربي السعودي بأسره - وحكومته الرشيدة وعلى رأسها صاحب الجلالة مولاي الملك المفدى (سعود بن عبد العزيز) المعظم وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ولي العهد المعظم لم ولن يدخروا وسعاً في هذا المجال من البذل الواجب فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَأتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسْرَى (4) و إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (5) .
ولله در الشاعر العربي حيث يقول:
وما لي لا أستقرض المال في التقى
وفي الناس من يستقرض المال في الرجس
أيرفع شذاذ البلاد بجانبي
ديار السنا تعلو على الأفق كالشمس
وأقعد لا أعني بشيء وأدعي
كذاباً وأفكا أنني من ذوي الحس
وأرجع طرد المجد في المجد عكسه
وأزعم أن المجد يمشي على العكس
ومن دون هدى الدين لا يرتجى لنا
رجوع إلى استذكار تاريخنا المنسي
فلبوا نداء المجد أن سبيلنا
إلى المجد ليست في الطعام ولا اللبس
ولكنها الأقدام في الخوف والرجا
يخامر ملء الصدر في ساعة اليأس
وبذل الندى فالبذل مازال آية
على شرف المعطي وجوهره النفسي
ومن طلب الحسناء عرسا أباحها
من المهر ما يزهى به ليلة العرس
وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه - آمين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :544  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 602 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.