شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رثاءُ إنسان.. المُربِّي أحمد بوشناق
مع نهاية الثمانينيات الهجرية، قطع الفتى الدَّرْب بين دارهم في حيّ الزاهدية، وبين باب العنبرية. في الطريق رأى مبنى التكيّة المصرية تقوم على يمين السائر للباب، كما رأى على اليسار مبنى" القشلة" والذي تحوّل في ما بعد إلى مبنى حديث للإدارات الحكومية بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصل إلى مبنى المدرسة الذي عرفه من قبل، فلقد كانت تُعرض فيه المسرحيات، وتُقام في رحابه المناسبات الوطنية وسواها. لقد كانت أسس المدرسة تقوم على بناء حجري متقن، فلقد كان البناء يُراد له أن يكون مقرًا للجامعة الإسلامية التي عزم السلطان عبدالحميد الثاني إقامتها بالقرب من مثوى ومسجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إمبراطورية الدولة العثمانية كانت تتآكل بفعل عوامل عدة.
دخل المدرسة فرحًا، فهذه هي طيبة الثانوية، والتي كانت منذ إنشائها عام 1362هـ-1942م، حلم كل ناشئ في البلدة الطاهرة، وسمع أن مديرها شخصية علمية رفيعة، وهو الأستاذ أحمد بوشناق، ولم يكن الفتى من الشباب الذين يتباهون بأجسامهم الفارهة؛ ممّا يدفعهم للدخول في مصادمات مع رفاقهم، في هذه المدرسة اختفى أسلوب الضرب الذي شاهد صورًا قاسية منه في العلوم الشرعية، وحلّ محله أسلوب تهذيبي آخر يتناسب مع المرحلة التي يبدأ الشاب فيها الإحساس بكيانه وشخصيته، وكان للأستاذ البوشناق الذي رحل عن دنيانا راضيًا قبل أيام دور في الارتقاء بأهم مرفق تعليمي في المدينة، من حيث اختيار الشخصيات العلمية التي تقوم بالتدريس. وأستطيع القول إن دور الأستاذ البوشناق في النهوض بالتعليم الموازي آنذاك لمدرسة البعثات في مكة المكرمة كان دورًا رائدًا وتنويريًّا. فلقد كان يشجّع التلاميذ على القراءة، وما ذلك إلاَّ أنه كان قارئًا نهمًا للمعرفة باللغتين العربية والإنجليزية، وكان يفضّل الأسلوب الهادئ في معاملة الطلاب، ولهذا كان العاملون في المدرسة بدءًا من حارس المدرسة، ومرورًا بالإداري، وانتهاءً بالمعلم هم القدوة والمثال للطلاب.
 
 
 
طباعة
 القراءات :290  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.