شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دُعَائي لصديق
أنكر صديق لي أني أديب وشاعر؛ وقال إني فيلسوف، وهو يعرف أني لا أدّعي الفلسفة جهلاً بها.
وهكذا غدوت بلا موقف؛ إلا موقف مسؤوليتي الضئيلة "كمخلوق" مسن؛ محكوم عليه بالإعدام مع وقف التنفيذ؛ ليؤدي ضريبة السن الثقيلة، في بقية عمره المجدبة.
هذا الصديق من أبرّ أصدقائي، وأعرفهم بي، وأحبهم إليّ صواب رأي، وعمق معرفة، وصدق سريرة، وطهارة وجدان، والتزاماً للحق، وجهراً به.
أحسن الله إليه؛ فقد حطَّ عن عاتقي الموهون؛ عبئاً ما كان أحوجني إلى التخفف منه؛ منذ تجشم الناس لي، وتجشمت لهم؛ تلك المشقة في ما لم تتحقق به لنا معاً أية جدوى -آمين.
* * *
بعد الخمسين لا يكون أمام الرجل غير الندم.. الندم على أنه لم يطلق لنفسه من قبل؛ عنان شهواتها.. أو على أنه أطلق لها عنان شهواتها.
وللمرأة الدور نفسه؛ ولكن قبل الأربعين.
أما المتزوجون؛ فندامتهم على الزوجية فقط.
تجديف..
أليس في الوسع القضاء على شعار العمل للأجيال القادمة؟
هذا الشعار البالي من القدم.. الحلم الكبير الذي لم يكتب له قط أن يتحقق لجيل من الأجيال قبلنا على نحو ثابت.
إن الأنبياء كانوا منطقيين أكثر من الزعماء، والقادة.. إنهم بثوا الإيمان في قلوب جماهيرهم بأن الحياة عمل شاق، ومتاعب، وكدح مرير.. جزاء احتمالها جنة الخلود في العالم الآخر.
وكل ما فعله الزعماء، والقادة المغامرون؛ أنهم استعاروا هذا الشعار وحوّروه إلى "أجيال قادمة" أجيال أخرى لن تظفر أبداً بغير ميزان اللعنة ذاتها.
* * *
كلتاهما تشكل خطراً مباشراً على عقلك؛ المرأة التي تحبها والمرأة التي تحبك ولا سبيل لتوقّي الجنون في الحالتين إلا بمعجزة خارجية.
* * *
هناك حكمة في كل اصطلاح.. فشهر العسل فترة ضرورية لتخفيف آثار الصدمة.. كما أن فترة الخطوبة اختبار لقدرة الزوجين على الخداع، والصبر؛ باعتبارهما ضماناً لمد أجل العِشرة بعد الزواج وقتاً يكفي لإنتاج الأطفال الذين يصنعون التسوية الجبرية للعلاقة إن لم تسبقهم إليها المحكمة بطريقتها المألوفة في علاج المعضلات.
النَّذالة.. والتسامح..
في الحياة الزوجية.. لا يضع حداً حاسماً؛ إلا نذالة الرجل، أو تسامحه. وهنا لا معدى عن أن ترتفع النذالة إلى مستوى التسامح، أو ينحط التسامح إلى مستوى النذالة..
هذا مغلق..
ثمن المعرفة
قال زوج لصديقه الذي يتكفل برعاية أبنائه من ثلاث مطلقات، إنك لا تستطيع الاحتفاظ بالمرأة إلا بالتسامح والصبر على ما يسوؤك؛ اتقاءً لما هو أسوأ.
وفكّر الصديق طويلاً.. ومضى يستعرض جملة الأسرار والمآسي التي تعبر عنها هذه الحكمة.. فهاله ثمن المعرفة.
البيوت سواء..
في البيوت التي انهدمت؛ كما في البيوت القائمة؛ الأسرار والمتاعب، والكوارث نفسها.. والفرق في الظهور والخفاء؛ مع اختلاف يسير في الكم والكيف؛ إذا روعيت الدقة.
* * *
قليل من التستر، والحيطة يكفي لإنقاذ المظاهر، وتوطيد الثقة بين الزوجين، أما المصادفات السيئة فمتروكة للحظ، لحظ الزوج أو لذكائه.. وليس في هذا ما يخيف؛ فهو عادة الذي يدفع الثمن.
* * *
اختيار الإنسان
في كثير من المواقف؛ لا يكون للإنسان بدٌّ من الاستمرار في عمل فاشل بلا توقف؛ حتى عندما يكون هذا الاستمرار تحقيقاً للإفلاس، وهذا ليس غريباً على الإنسان؛ فإننا جميعاً؛ نتقبل الحياة؛ تحت شروط، وظروف غاية في القسوة؛ نتقبلها كما هي، سائرين من سيئ إلى أسوأ حتى الموت -ذلك في ظاهره اختيار، وهو في حقيقته اضطرار لتقبل مواقف محتومة؛ ليس من تقبلها مناص.
هناك من يتوقف أو يتصلب، ولكنه سيدفع ثمناً أفظع من هناءته سواء نجح بتصلبه، أو فشل.
المواطن والوطن..
الاصطلاح قانون، والقانون اصطلاح.
من غرائب الاصطلاح أن يسري على غير المؤمنين بصحته، وغير المنتفعين به، وعلى المتضررين بأحكامه.
إنها ضريبة أن يكون لك وطن.. ولا معدى عن الصبر، والإذعان. في وسعك أن تترك منزلاً لا يرضيك إلى غيره.. ولكن المسألة بالنسبة لوطنك ومجتمعك؛ مختلفة.. أيها المواطن الحر الصالح.
انتحار..
الأفراد للجماعة.. مبدأ صحيح
والجماعة للأفراد.. حقيقة واقعة
فهل من معترض يتقبل اتهامه بالثورة.. أو بالإلحاد، أو بالشيوعية!؟
أين هو؟ ومن هو؟ ثم.. ماذا يستطيع أن يفعل؟
هناك طريقة واحدة لتحويل أي خلاف بسيط بين متنازعين إلى معضلة طويلة الأجل...
المحكمة...!!
* * *
مسؤولية
لا شيء يضللنا أكثر من رغباتنا.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :545  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج