شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حَيْرَة
عَلامَ بكى الباكُونَ في الحَيِّ هالِكاً
وكُلُّ وُجودٍ شُعلَةٌ سوف تُطفَأُ
وهل يَعقَلُ المفجوعُ في غَمرةِ الأسى
مقالَكَ: إنَّ الصَّبرَ للحُزنِ أدرَأُ؟ (1)
ألا رُبَّ شاكٍ من مَساءَةِ يومِهِ
تَطامَنَ لليومِ الذي هو أسوَأُ
تَنَبَّأتُ بالأحداثِ قبلَ وقوعِها
فما حاطَني مِمّا حَذِرت التَّنَبُّؤُ
يُلامُ أُناسٌ أثخَنَ القَيظُ فيهمُو
ولو وَجَدوا بَرْدَ الظِّلالِ تَفَيَّأُوا
أرى زَبَداً كاللُّجِّ أعمارَ نابِهٍ
فَقَاقيع ماءٍ، تَنتهِي حيث تَبدَأُ
تُسائِلُني: كيفَ انتهيتَ إلى الرِّضَى
وما علمتْ أنَّ العزائمَ تصدأُ
أهَبتُ بعَزمي، فاستجابَ، فردَّني
لِسالِفِ أطواري، حياءٌ ومَبدَأُ
لأَمرٍ رأى ذو الرأي أنَّ حُثَالةً
فأخَّرَني أنِّي عَجِلتُ وأبطَأوا
وثقَّلتُ من خَطْوي أناةً وحكمةً
فقال خَلِيٌّ: شَدَّ ما تَتَلَكَّأُ
هو الرِّزقُ قد لا يبلغُ القصدَ جاهِدٌ
مصيبٌ، ويَلقَاهُ، ولم يَسعَ، مُخطِىءُ
رأيتُ دُروبَ العيشِ شَتَّى لمن وَعَى
مَسالِكَها، واحتَرتُ مِن أينَ أبدأُ
وقد حَظِيَ اللاّهُونَ بالصِّيتِ والغِنَى
فَشَادوا، وسادُوا، وانتَشَوا، وتَبَوَّأُوا
وعِشتُ، على ما كان، طالبَ غايةٍ
من الوَهمِ، لا تَنأى ولا تَتَهَيَّأُ
تَعَبقَر أُمِّيٌّ بِنُجحٍ أصَابَهُ
فراحَ بمَا أُوتِيهِ يُفتِي ويُقْرِىءُ
وأخفَقَ ذو عِلمٍ، فقالوا: مُضَلّلٌ
وقال الحِجَا: إنَّ الضَّعيفَ مُرَزَّأُ
طلبتُ شفاءَ الصَّدرِ بالعَتبِ من جَوى
ولم أدرِ أنَّ العَتَب! للجُرحِ أنكَأُ
أرى مِحنَةً جَرَّاؤُها الذُّلُّ والرَّدَى
فَأُومِنَ أنَّ اليأسَ للعقلِ مَرفَأ
إذا اضطربَ المِيزانُ في مِحنة النُّهى
مَضى بالثَّناءِ الجارِمُ المُتَجَرِّئُ (2)
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :578  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج