((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
بسم الله الرحمن الرحيم. |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. |
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. |
أيها الحفل الكريم |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
قاماتنا ثابتة، وهاماتنا مرفوعة. |
نرفع رؤوسنا بعزةٍ لا تحنيها الرياح، وقوةٍ لا تخترقها العواصف. |
نبدأ من حيث انتهينا، ولا ننتهي حيثُ بدأنا. |
نعرف للقَدرِ عنواناً، وللرجال مكانة. |
رفعنا هاماتنا بكم، فارساً عشناه ثلاثة عقود ونصف.. مع لواء الحرية.. مع عدم الإضرار بالآخرين.. متوشحاً شعاراً عنوانه الحفاظ على شرف الأمة، وعفة مجتمع، وكبرياء عقيدة. |
رفعنا رؤوسنا إقراراً وموافقةً على حقن الدماء، فلا سالت إلا على أرض المعارك، ولا صُوب السلاح إلا على من أبى، نحتاط لغدر قومٍ، ولا نأمن لمكر عدو. |
عرفناكم شخصيةً لا تُغيركم اتجاهات، ولا تبدلكم خواطر، ولا تعترفون بالمتغيرات. |
الثوابت عندكم شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. |
قاموس دنياكم مستمد من تعاليم كتاب لا يأتيه الباطل. |
قبل عامين ذكَّرتم الأئمة والخطباء والدعاة وطلاب العلم أن الأصل في الأشياء التحليل إلا ما حرم الله. |
وقبل أسابيع حسمتم للنصف الآخر محاور النجاح في مجتمع يرفض التمييز، ولا يركن لمحاولات الهدم فقلتم أن مكانتها لائقة وكرامتها محفوظة، وشخصيتها عزيزة وعملها جوهري، ودورها بناء وتربية وترابط وتقوية. |
وقبل أيام رددتم على مسامع القوم أن تضخيم الأمور نكرة، ومداراة الباطل بدعة. |
وبالأمس القريب رسمتم لخريجي العلوم الأمنية خارطة طريق سلاحها العلم، وملاذها المعرفة، وقوامها طموحات بلا حدود في مواكبة العالم. |
وفي الداخل لم تتناسوا طريق الخير فأسستم محاور عمله على ركيزتين، لا تضييق ولا تفريط، لأنكم تعرفون أن السعة فضل ونعمة، واليد العليا خير من اليد السفلى، كما أن المال نقمة، وفوارغ الأمور قد تضر بالمقومات، إلا أنه نعمة. |
فالحقيقة عندكم لسان صدق لا يعرف الخوف. |
لا نوم لمن أراد حفظ كرامة وطن، ولا نوم لمن يعرف مكتسبات الأمة، ولا نوم لمن يريد أن يأمن الصغار، وتنعم الأرامل والكبار بحياة لا يشوبها الهاجس. |
ولا غبار إذ خلصتمونا من الخوف، فلم نعد نراه بحمد من الله. |
نمنا بعدما أطعمتمونا طعام الأمن، ولم تكتفوا بالمخزون، فزرعتم خمساً وثلاثين سنةً دأباً، تركتم ما حصدتموه في سنبله، لأنكم تدركون أن الأمن استراتيجية أمة، وتوفيره إنقاذ لها من الغمة. |
غرستم في الطرقات أشجار الأمن فاستراح الملبون تحت فيئها، حتى باتت التلبية دعاء الاستراحة، والتكبير دعاء الراحة، بعدما كانتا دعاء الاستغاثة في زمن كان الخوف رداء البسطاء والأقوياء، في رحلة صيف وشتاء. |
هكذا عرفنا واقع الأعين التي تنام في مرضاة الله، والأعين التي باتت تحرس في سبيل الله. |
تماماً مثلما تعرفتم على الأعين التي تتربص بالوطن، فوأدتم سمومها، وعالجتم البقية بالمناصحة، فحولتم غرف التوقيف لساحات تعريف، ونزعتم من جوانبها ستائر التخويف، واستمعتم للرأي الآخر بشرط لا تكفير ولا ترهيب، وبسقف لا تحييد ولا تأييد. |
فتحتم عنابر القول على مصراعيها، سلمتموهم سلاح وسطية الدين، وقلتم لهم به قاتلونا، امتثالاً لقول ولي الأمر (إن حدنا عن الدين فقومونا)، فخرج الصالحون مرفوعي الرأس، حتى من زاغ منهم بعد هداية عاد بكرامة الرجال. نحمد الله أن رزقنا أمناً بعد خوف، ومتعنا بصحة بعد عناء، وبرزق بلا كبرياء، كما نحمده أن وهبكم من الخير رجالاً، ومن العمل أبطالاً، فاستأمرتم خالد الفيصل على خير أرضه، وأطهر بقاعه، الدائم لكل حسن، والسيف لكل سوء، فنعمنا بطيب العيش، وبراحة البال، حاجاً، ومعتمراً، وقائماً، ومقيماً.. |
يا سمو الأمير الجليل.. |
يحيا خادم الحرمين الشريفين محروساً بعنايته مكملاً لرسالة الخير والنماء والعطاء، عائداً بسلامة الله لأحضان الوطن وشعبه الوفي. |
يحيا ولي العهد سلطان الخير، محفوظاً وعائداً للوطن إن شاء الله سالماً محفوفاً برعاية الله. |
فهو العضد الأول، وخير معين، هو الأمين على العهد.. صاحبه. |
أما أنتم يا سمو الأمير الجليل، فقد سعد بكم الوطن.. ومواطنوه.. |
ناضلتم في سبيله وسبيلهم فأحسنتم. على الله توكلتم، وهو نعم المولى لكم، ونعم النصير لعملكم.. |
طبتم لنا ما قدمتموه وتقدمونه، فمن حقكم أن نطلب من القدير أن تطيبوا وتطيب لكم الحياة.. |
ونحن معكم على الدرب سائرون وعلى العهد قائمون.. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|