((كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
في الذكرى الرابعة للبيعة |
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
خادم الحرمين الشريفين. |
بنهاية السنة الرابعة، ومشارف السنة الخامسة من سنوات النور في ظل قيادتكم الحكيمة تأتي هذه الكلمات: |
إن كان شرف الحضور غاية أمامكم، فإن عبء الوقوف مسئولية. |
عودتمونا على كل شيء ينقش الوسطية في ربوع الوطن، بتقاسيم الزمن الجديد، لا بمعايير النظام العالمي الحديث، فتعلمنا كيف نرى الواقع بعين الرضا، وكيف نهزم اليأس بنصل العمل، وكيف نرى الضوء والقوة موازنة بين الرحمة وروح المسئولية، وكيف نرى الضعف بثوب الكبرياء. |
بساطتكم كشفت لنا عن ساق النظام الإسلامي القديم، يوم تتلاشى الضغائن، وتتساقط الصغائر، ويصبح الهم الوطني هو الأكبر. |
معكم وقفنا على أعتاب مرحلة جديدة في علاقة ولي الأمر بالرعية، لم تبدأ فقط يوم نفضتم الغبار عن عشة في شميسي الرياض، أو يوم أبكتكم كلمات طفلة يتيمة أذلتها الإعاقة، فحبستم الفقر بصندوق الإحسان وهزمتم الإعاقة بحملات الصحة والوعي، وبنيتم صروحاً للعلم في صحراء غير ذي زرع، فنبتت واحة ثول الجامعية، وأرسيتم قاعدتها التعليمية يفد إليها طلاب العلم من الداخل والخارج. |
لكن العلاقة نبعت هناك في طفولة لم تعرف الوهن، غرستم قوافي الأصالة، وعروبة الانتماء، وواقع التضحية، فحددتم منهج العمل من خلال أجندة لا تعرف تمييزاً لفظياً أو روحياً أو لونياً، لأن معاييركم واضحة، ميزانها العدالة وأساسها الإيمان والمحبة الصادقة والإخلاص في القول والعمل. |
هكذا توجت كلماتكم لقاء الإخاء الإسلامي//لا تتحقق الوحدة بالمتفجرات ولا أنهار الدماء كما يزعم المارقون والضالون//. |
ووأدتم هناك في الكويت التخاصم بشفافية المصالحة، فعزلتم الضغينة في بحر الخلافات، وردمتم هوة التجاذبات، وأرسيتم بالمصافحة دعائم العفو عند المقدرة. |
وأدتم كل الخلافات وكنتم أكبر من ذلك وإدراككم قيمة المكان وعظمة الزمان، ففي شهر الله المحرم استحلفتم القادة بالله ثم باسم الشهداء والنساء وباسم الدم المسفوح، أن ينأوا عن الخلافات، وأن يرتفعوا عن الخصامات، ويسموا على الذات، لتتحقق مصالحة ورفعة بلا انتكاسات. |
علمتمونا أن السلام مبادرة لا ترهق الطاولة، لكنها لا تتحمل التطويل ولا المساومة. |
وشرحتم لنا أن الطرح العربي أصيل، لكنه خارطة طريق لا تحب المقامرة. |
هناك خاطبتم قلوباً عربية طالما تذكرت صهيل خيول الناصر صلاح الدين، علمتمونا متى نطأطئ السلاح، ومتى نرفع غصن الزيتون، بلا جرح للكرامة ونزف للكبرياء. |
وأهديتمونا لغة لا تعرف الانكسار، وسبقاً لا تحسبه المواصفات والعواصف من جنوب أو شمال، فبقيت هاماتنا مرفوعة، وأجسادنا في الأرض مزروعة، لا تخشى يوم الكر ولا تعرف ساعة الفر. |
وسلحتم المرأة بالعلم والبحوث لمحاربة الجهل، وأهديتموها ذخيرة العفة والكرامة، حتى قهرت أصنام الخوف، فشاهدها العالم في ثوب الطبيبة والعالمة والمهندسة والخبيرة، وها هي تنضم لكوكبة الذين بدأتم بهم عهداً للإصلاحات لمواكبة العالم الأول. |
ولم تعرفوا للتقنية باباً إلاّ طرقتموه، وخاطبتموه، حتى النانو لم تتناسوه، فأسستم له منارة واستقدمتم له جدارة. |
هدفكم في الحياة خدمة لا تقدم إلاّ بشرف العمل، وشرف لا ترويه إلاّ خدمة الحرمين الشريفين، وبين الشرف والعمل شيدتم بأيديكم (فنارة) إرشاد للتائهين في بحر لجي، من استدل بها نجى ومن حاد عنها زاغ، قلتم أنه (لا سبيل لنجاة ونهضة للأمة الإسلامية إلاّ بطهر الروح والعقل من فساد الفكر المنادي للتكفير وسفك الدماء وتدمير المجتمعات). |
اليوم إن أفضنا قولاً فمن طلعتكم، وإن تناسينا فضلاً فالعفو من شيمتكم. |
وإن كانت الدنيا ساعة فإن حق ولايتكم علينا السمع والطاعة، فمن مات بلا عهد خاب وإن أدرك الضوء أصاب. |
اليوم يا خادم الحرمين الشريفين التهنئة عفواً ليست لكم، لنا أدامكم الله وأبقى ولي عهدكم إن شاء الله عائداً لوطنه بسلامته ورعايته، وعضدكما النائب الثاني.. يا طويل العمر قد استأمرتم علينا وخير ما استأمرتم علينا أميرنا أشاع بيننا أقوالكم الحكيمة التي نسجت من أصل الحكمة لا حاكم ولا محكوم ولا ظالم ولا مظلوم ولا حارم ولا محروم الحمد لك والشكر من الحمد عشتم وطبتم طابت لكم الحياة. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
صور ومشاهد من الحفل |
|
الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه يلقي كلمة ضافية أمام خادم الحرمين الشريفين بقصر السلام بجدة بتاريخ 18/6/1430هـ الموافق 1/6/2009م بمناسبة مرور أربعة أعوام على البيعة
|
* * *
|
|
|