شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آخر الأربعاء
المجالس الأدبية (1)
بقلم: محمد صادق دياب
يرتبط بدء المجالس الأدبية أو (الصالونات) في تاريخنا العربي بالمراحل الأولى لتكوين الدولة الإسلامية.. وقد أورد الدكتور أحمد شلبي في دراساته عن الحضارة الإسلامية ما يشير إلى وجود هذه المجالس في قصور خلفاء بني أمية والعباسيين حيث كانت تلك المجالس ملتقى رجالات العلم والأدب.. وقد أورد لنا بعضاً من تلك المناقشات والمناظرات والقصائد التي شهدتها تلك المجالس أو الصالونات.. وقد كان لصاحب كل مجلس من تلك المجالس أسلوب يتبعه إذا أراد أن يفض السمار.. كان معاوية يقول ((ذهب الليل)) والوليد يقول ((أستودعكم الله)) والرشيد يقول ((سبحانك اللهم وبحمدك)) أما المعتصم فكان ينظر إلى صاحب النعل فينفض السمار.
هذا ما كان في سالف العصر والأوان واليوم نجد بعض كرام الناس ممن فتحوا بيوتهم لمثل هذه الأمسيات فأحيوا بذلك تقليداً جميلاً وأفادوا فائدة عظيمة وأذكر هنا على سبيل المثال الأستاذين الجليلين عبد المقصود خوجه وعبد العزيز الرفاعي: ولكل مجلس من هذين المجلسين أسلوبه الذي يتميز به ودوره في خدمة الثقافة والمثقفين والأدب والمتأدبين.. ورغم كل ما يقال من أن الدنيا أصبحت صالوناً كبيراً بواسطة أجهزة الإعلام من تلفزيون وإذاعة وغير ذلك..
إلا أن هذه المجالس الأدبية ظلت تحتفظ بالكثير من الخصائص التي من أبرزها التفاعل المباشر الذي يحدث بين رجالات الفكر والأدب وما ينجم عن هذا التفاعل من إيجابيات لا تتحقق في سواها..
وقد دفعني إلى هذه الكلمة الموجزة عن المجالس الأدبية ذلك الاستطلاع الرائع الذي أجراه الزميل صالح متعب الغامدي حول المجالس الأدبية والذي يطالعك في هذا العدد وقد ضمن نخبة من الآراء تباينت واتفقت ولكنها تجمع على أهمية مثل هذه الأمسيات في حياتنا المعاصرة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :785  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.