كل له طريقة وأسلوب في كتابة القصيدة وكتابة الشعر، وهناك كثيرون يقولون: إنهم يكتبون الشعر ويكتبون القصيدة لأنفسهم ولا يهمهم إذا أعجب بها الناس أم لا.
فالحقيقة إنني أكتب القصيدة للناس، ولو كنت أكتبها لنفسي لما نشرتها.
كلكم تعرفون الصقر، وكلكم تعرفون حب العرب للصقارة والصقور، ولكن هناك أناس كثر يعرفونها منذ زمن بعيد وهناك أناس كثر ما لهم خبرة بالصقور، ولذلك يعتقدون أن الصقر مثل الطيور الأليفة، حتى أنني في مرة سمعت أحداً يقول: ((وفاؤك مثل وفاء الصقر)) فهذه أكبر شتيمة أن يكون الصقار مثل الصقر، لأن الصقر لا يوجد ما هو أنكر منه. والصقار أكثر الناس معرفة بالموضوع. لأنه مهما دربت صقراً ولو مكث معك 10 أو 20 سنة، (وبعض الصقور يعيش 20) سنة إذا شبع راح. فالحقيقة المعاملة مع الصقر (حُبْ من طرف واحد). لكن هذا الحب وهذا العشق من طرف واحد يجعل الصقار فعلاً يمارس هذا الحب ويعبّر عن هذا الحب، لأنه إذا ضيَّع طيره، قعد يومه كله حزيناً مهموماً. وبعضهم لا يأكل ولا يشرب ولا ينام.
القصيدة القادمة عن الصقر والصقار الذي ضيّع طيره، لكن الطير أو الصقر في هذه القصيدة هو الفكر. ويبدو أن ضياع الفكر في عالمنا اليوم شيء ظاهر وبائن ومعروف، ويبدو أن العرب عادوا لضياع الصقور مرة أخرى.