تقع مدينة الطائف القديمة بحسبما يرويه المؤرخون حول بستاني - شهار، وحوايا - موضع مسجد ابن العباس كان أسفل المدينة القديمة من الجهة الشمالية.. وكانت - المثناة - هي الجهة الغربية للمدينة.
أما ما ورد بشأن وادي - وج - فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف به عند حصار الطائف وجميع المسلمين حوله وهيأ صفوفهم للحصار.. وفي لسان العرب - وج هو موضع في البادية، وقيل هو بلد في الطائف. وقيل: هي الطائف.
والتلال الواقعة غرباً من - حوايا، وشهار - كانت تقوم بينها اللات صنم ثقيف حتى أزال الإسلام أثره حين هدمه - المغيرة بن شعبة -.. وكانت هناك أيضاً دار - عروة بن مسعود الثقفي - أول مسلم من ثقيف.. وكذلك دار - عمرو بن عمير بن عوف - التي قصدها النبي صلى الله عليه وسلم أول نزوله الطائف لدعوة أهلها للإسلام.. ولاقى ما لاقاه من قسوة واستهتار.
لكن عزيمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصلابته القوية في الدعوة إلى الله.. أرجعته إلى الطائف بعد عشر سنوات ولم يكن وحيداً هذه المرة.. بل كان عدد رجاله يزيد على عشرة آلاف بعد أن انتصر في - حنين - وخلف أسراها في - الجعرانة -. وكان الرسول ورجاله قد دخلوا من ناحية الجبال الواقعة شرقي الطائف. وحاصروها فتحصن أهلها ورموهم بالنبل من أعلى الحصون.. وفي مكان مسجد ابن عباس أقام جيش الرسول وضربت للرسول خيمتان بعيداً عن المرمى. وظل الحصار مدة طويلة.. وكان الرسول قد انكشف له الأمر بأن الله سيهديهم فرفع المسلمون الحصار وانصرفوا عن الطائف..
وبعد ذلك أرسلت ثقيف تطلب الإسلام والاستسلام وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (الصف: 8).
وقد استشهد في هذا الحصار عدد من الصحابة ودفنوا شمالي مسجد ابن عباس وهم - سعيد بن العاص، وعرفطة بن عبد الله بن أمية، والسائب بن الحارث بن قيس القرشي، وعبد الله بن الحارث بن قيس، وطلحة بن عبد الله بن ربيعة، وثابت بن الجزع ويسمى ثعلبة، والأنصاري الخزرجي السلمي، والحارث بن سهيل بن أبي صعصعة الأنصاري، وعبد الله بن عامر بن أبي ربيعة، أما عبد الله بن أبي بكر الصديق فقد جرح في هذا الحصار وطاب جرحه، ولكنه بعد رجوعه إلى المدينة توفي متأثراً بذلك الجرح.. رضي الله عنهم وجعل الجنة مثواهم إزاء ما قدموا للإسلام والمسلمين.