إن هذه التجربة كما أظنها قد جاءت من أعماق الحياة والتأمل والألم وتمثل خلاصة لقسوة الأيام التي لا تزال تبسط جناحيها وتتحرك على محيطي لتجعلني على اتصال بها فلا توجز مسافاتها وكأني بها قد استأنست المقام عندي.
ومن قبل أن تصمت قبلات البوح والوجد التي تلامس نفسي في نزوحها عن الحزن والرجس فيطبق عليها الظلام فلا تظهر هذه الحروف التي كتبتها خارج النفس في محاولة بلوغ سعادة الروح بعيداً عن المطامع التي لا تشبع وعن بهارج هذه الدنيا التي لم تأخذني استجابتي إلى البحث عن أرقامها الضائعة بين أعماق الهلاك والحقد والبغضاء لتكون استجارتي بالله ثم بآمالي الكبرى في كل القيم من أجل الحب بالله.
فيرى من يرى أن ما كتبته شعراً أو هذياناً.
ومع أنه معطر بأشواك دامية في الحب والحياة ويصطفق كل حرف منه بنزيف كم لهى أفق الزمن واستقر بأقدامه في أحضاني السقيمة تجاهد روحي في معانقته لتقيم به في جسدٍ يدنو إلى الرحيل ليقول كل رأيه فيه بمنتهى الحرية والصراحة وإن في قلبي رحابة ومدى يجعلاني أتعرف على مزيد من فضائل التسامح والعرفان وإلى ومضات تشرق في جوانب النفس التي ألفت الجراح.
فلا تتزاحف وتتثاقل الأهواء متباطئة إلى وحشتي الخائفة - ولتأتي مسرعة تؤانسني بأي عنف يكون..