شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الناشر
يسعدني أن أقدم المجموعة الشعرية الكاملة لإبداعات قلم تنبعث إشراقاته من أرض النور، ويشع ألقه من مهبط الوحي وموئل ((اقرأ)).. فهذا الشاعر الأستاذ مصطفى عبد الواحد زقزوق، الذي يتميز برقة الحاشية، ورهافة الإحساس، وأناقة الصور المنتقاة من واقع الحياة.. يثري وجداننا بقصائده التي تذوب جمالاً وروعة حتى تكاد تلامس شغاف القلب، ولا عجب، فمصدرها فؤاد صادق الإحساس، موفور المشاعر، غزير المعاني.
الأستاذ مصطفى زقزوق لا يحمل الشهادات الأكاديمية الرفيعة، ولم يطرق أبواب المعاهد العليا، ولم يغادر مكة المكرمة لطلب العلم.. إلا أنه نشأ على الفطرة السليمة، وتشرب حب اللغة العربية من حصاوى الحرم المكي الشريف، حيث التصق جسمه بأديمه الطيب، واختلطت روحه بذرات ترابه الزكي، وتنفس عشق الكلمة باكراً مع أنفاس علمائه الأفاضل.
لقد شرف شاعرنا المكي الرقيق بخدمة المسجد الحرام وهو في مقتبل عمره، ورعته والدته الفاضلة بعد أن انتقل والده إلى رحاب بارئه ((رحمه الله))، وهنا تتجلى نماذج رفيعة لسيدات فضليات ينبرين لتحمل المسؤولية، وفرد أجنحتهن على زغب الحواصل في أوقات الشدة والمسغبة.. فينتج عن بطولتهن رجال وسيدات يدعمون ساحة العطاء الوطني بكل غال ونفيس، فلهن بهذه المناسبة التحية والتقدير والإجلال.
ومن الطبيعي أن تنعكس تلك الطفولة - التي لم تَخْلُ من بعض المعاناة - على نفسية الشاعر الرقيق، ويستطيع المتلقي أن يلمس ذلك بوضوح في ثنايا شعره العذب الذي ينساب كجدول رقراق فوق حبات الحصى التي تحنو عليها أغصان أيكة غناء، إنها صورة نفس الشاعر التي تفوقت على أحزانها ونهضت بواجباتها تجاه مجتمعها بكل الحب والخير الذي تعطره الأصالة وطيب المنبت.
إن الأحاسيس الذاتية التي اكتنفت بعض نتاج شاعرنا الكبير لم تفرغ مضامينه أبداً من انتمائها الوطني وتأثره بالأحداث لتي تدور حوله، فقد وظف بعض شعره لتناول جوانب وطنية وإقليمية أثارت فيه نزعات وطموحات مشروعة نحو غد أفضل، فجاء صوته منسجماً مع الحس الإسلامي الذي ينشد الوسطية، والتسامح، والتسامي فوق الصغائر والدنايا.
ويستمر نول العطاء يغزل في أكثر من اتجاه، فيسطر الأستاذ مصطفى زقزوق الكثير من القصائد في (الإخوانيات) وغيرها من المناسبات الاجتماعية الخاصة والعامة، فقد خاض غمار الحياة وعركها وسبر كنهها للحد الذي يمكنه من التفاعل معها سلباً وإيجاباً.. وأحسب أن ذلك المراس الطويل قد نجم عنه ابتعاد اختياري عن التوغل في مسار العلاقات الاجتماعية، وهي الساحة التي عبر مكوناتها الأدبية، والرياضية، والثقافية، والصحافية.. ثم فجأة نأى شاعرنا عن تلك المرابع، ووجد الراحة والهدوء بعيداً عن الأضواء والملتقيات على اختلاف مشاربها.. وقد ألقت هذه العزلة - طالت أم قصرت - ظلالها على تجربته الشعرية مما أدى إلى وضعه ضمن فئة الشعراء المقلين.. فديوانه الأول ظهر عام 1406هـ/1986م، وعلى امتداد عشرين عاماً تقريباً لم يصدر بعده غير ديوانين في (40 صفحة و 169 صفحة)، وبعض القصائد المتفرقة.. ومما لا شك فيه أن له عذره في هذا الإقلال، فالشاعر ابن بيئته، وروح الإلهام التي تسري في أوصاله هي التي تحكم توجهه وسقف عطائه، وفي النهاية تبقى قيمة الإبداع بمستواه ونوعه، لا كمه وحجمه.
أرجو أن يجد القارىء الكريم الكثير من الدرر الثمينة في هذه المجموعة الشعرية التي تأتي في إطار الاحتفاء بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، مشاركة متواضعة لابن من أبنائها يرجو أن يشرف ببرها والتسامي في حبها وخدمة بعض الجوانب التي تتعلق بها، زادها الله تعظيماً وتشريفاً.
والله الموفق، وهو سبحانه من وراء القصد..
عبد المقصود محمد سعيد خوجه
شعبان 1425هـ/أكتوبر 2005م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1924  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 108
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج