شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي ))
ثم أُعطيت الكلمة لمعالي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي حيث قال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف رسله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وبعد: فإنه ليسرني أن أحيِّي الليلة الإِخوة الكرام، وأن أحيِّي أيضاً هذا الرجل المضياف، الذي نشهد من أيادي فضله الشيء الكثير، ومنها هذه الاثنينيات، التي نسعد فيها بهذه الوجوه، وإنه ليؤسفني كل الأسف أنني لا أستطيع أن أشهد هذه الاثنينيات التي تنعمون بها لبعدي في الرياض. أريد أن أقول شيئاً قبل كلمتي التي أرجو أن تكون قصيرة لأفسح المجال للمتحدثين، ولئلا أستأثر بالقول دونهم. قالوا: إن عمر بن الخطاب بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى أتعب من جاء بعده، وأنا أعتقد أن أيَّ متحدث يأتي بعد أستاذنا الكبير الزيدان سيكون في هذا متعبة له، للمقارنة بين متحدث طلق وبين مثلي ممن لا يجيدون الكلام. ذكر الصديق العزيز الأستاذ الكريم الذي هو بدوره أتعب الكرام، أعني صديقنا الأستاذ عبد المقصود خوجه. إنني تجشمت المشقة في الحضور إليكم الليلة، والواقع أنني سعدت كل السعادة بهذا الحضور، فما كدت أسمع من أخي وصديقي عبد المقصود أن المحتفى به في هذه الاثنينية هو الصديق القديم، والزميل الكريم الأستاذ أبو حسان عبد الله الغاطي، ما كدت أسمع بذلك حتى شعرت أن هذه الدعوة موجهة لي، وأن هناك واجباً علي أن أبادر بالحضور إليها، وأن أساهم فيها، وأن أعد هذا الحضور مساهمة في عرس أنا من ذويه.
- لا أريد أن أطيل الثناء على صديقنا المشترك هذا الرجل الذي اختط للأدب خطة سيذكرها له التاريخ دائماً بكل فخر. هي هذه الأسبوعية الأدبية التي يقيمها مشكوراً ومأجوراً من الأدب والأدباء. الأستاذ الزميل الكريم أبو حسان تربطني به روابط قديمة، لقد كان زميلي في الدراسة، حقاً لم يجمعنا فصل واحد، ولكن جمعنا معهد واحد كان هو يتقدمني، وهو يتقدمني دائماً فضلاً ونبلاً وأدباً، ولا أريد أن تدركوا من ذلك أنه أكبر مني سناً، ولكنه في الواقع أكبر فضلاً دائماً.
- كان صديقاً لأصدقائه، تعرفت عليه، وتعرفت على كثير من الفضل والنبل، تعرفت على فتى دمث الأخلاق، يتمتع بخلقٍِ عالٍ، سامٍ، نبيل. هو لأصدقائه نعم الصديق، ومع ما كان يتمتع به ومازال يتمتع به من دماثة فهو رجل صعب صلب، إذا رأى أن الموقف يتطلب ذلك، وهذا دليل حي من أدلة الرجولة الحقة. الأستاذ الغاطي رغم كل ما يتمتع به من دماثة أخلاق فيه روح متمردة، وأذكر له أنه ولأول مرة حرض أو اشترك في إضراب حصل في المعهد العلمي السعودي، وكان الإِضراب شيئاً عظيماً في الواقع، ولكن كان له ما يبرره، وكان الأستاذ الغاطي أحد قادة ذلك الإِضراب، ومن حسن الحظ أننا اعتبرنا فتية من الطائشين فغفر لنا ما قدمنا من ذنب. أريد أن أقول: إن الأستاذ الغاطي على ما تمتع به من دماثة هو أيضاً صلب في الحق، وهذا خلق واضح فيه.
- استمرت بيننا صداقة يربطها ود ويربطها علاقة روحية هي علاقة الأدب، فقد كنا نشترك أيضاً في الخفاء في تحرير صحف نتداولها فيما بيننا، وصلت إلى الشرطة أيضاً. ولكنها كانت الغرسة الأولى للأدب، وكان الأستاذ الغاطي أحد فرسان ذلك المجال القديم. كان منزل الصديق العزيز الأستاذ الغاطي يعتبر نادياً أدبياً يجمعنا، كنا نتخاطف الكتب الجديدة التي تصل على قلة وندرة من مكتبة صديقنا الغاطي، وصديقنا الغاطي صاحب مكتبة كبيرة، ولكنها ليست في بيته وإنما في بيوت أصدقائه. فكتبه كانت موزعة دائماً بين أصحابه.
- هو أحد الفتيان الذي أنجبهم المعهد وكان من نجومه الأدبية، أذكر من أولئك الأستاذ أحمد محمد جمال، والأستاذ حامد دمنهوري رحمه الله، والأستاذ الشاعر سراج خراز، وزمرة آخرون من هذا الرعيل.. الأستاذ الغاطي لم يكن كاتباً ناثراً فحسب بل هو شاعر أيضاً، ولعلنا الليلة نسمع جانباً من شعره. لو مضيت أعدد أخلاق زميلي لأطلت عليكم، ولكن قبل أن أختم كلمتي لابد أن أقول إنه كان ولا يزال صاحب نجدة ومروءة وأنه تمتع بمناصب كبيرة كان فيها مثالاً للرجل النظيف يداً ولساناً، وكان نعم الرجل الذي يزرع المعروف عن طريق منصبه ويحسن كلما وسعه سبيل إلى الإِحسان، ولذلك ترك ويترك دائماً آثاراً حسنة ويتمتع بذكر حسن أحييه معكم وشكراً لإِصغائكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1009  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.