شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إليها..
ـ هناك مثل يقول، وهو من أمثال العامة، ((حين يفلس التاجر يفتش في دفاتره القديمة)).
ودفتري القديم ليس ورقاً وإنما هو ذاكرة فقد تذكرت أني كتبت رسالة إليها قبل ثلاثين عاماً، ولكني لم أحفظ، فرجعت إلى ((دشت)) من الأوراق قد أصفرت، فحتى الورق لا يقوى على قهر الزمن.
وقرأت الرسالة.. هكذا:
أيتها الغالية الفاغية..
قد منحت موهبة أن تفرضي حبك على من تريدين لترفضي حب من يريد ولا تبغين.
كان صوتك الأجش لا يجذب عاشقاً، بينما جمالك الأرق كان يزداد بصرامة الصوت لهذا كان صوتك الأجش هو الذي فرضت به حبك علي لماذا؟
لأنني - وبكل مشاعري - أحسست أنك تملكين الامتناع ولا تتصنعين التمنع.
وأنا أمرؤ عاشق لا أتهافت على من يعشقها الكثيرون.
كان صوتك الأجش يدعوني أن أقول أنت لي، وأحسبه منك دعوة قلت إنك لي.
غريب أن يكون المبعد فيك هو المقرب لك.
إن جمالك بلون الفاغية والياسمين تملكين به أن تفرضي سلطانك، ولكن العذرية التي أعيشها صرفتني عن الولع بالجمال وأعطتني العشق للصوت الأجش. طاعة أخضع لها كأنها أمر سلطان لجندي فرضت عليه الجندية أن يكون عذرياً.
أنسيت القبلة التي لم أطبعها على وجنة ولم أرتشف بها رشفة من شفتين. وإنما كانت رجفة ارتجفت بها حين طبعتها - أعني القبلة - على ظاهر اليد وباطن الكف. فذلك تحية الطاعة لا جشع الغرام.
حين قلت.. أنا في فندق كذا.. لم تصدقي، عرفت أن ((الغيران)) كان وراءك فاحتشمت واحترمت، بينما تعذبت أنا لا أجدك في الفندق وإنما وجدتك في أحلام اليقظة أعيشها الآن.
فشكراً للكذبة لم تنل من الصدق..
وسلام أرسله لتلك اللحظة التي سمعت فيها صوتك الأجش نغماً لا يطرب، ولكنه التنغيم بصناعة الأنثى، إن لم يحدث الطرب فقد صنع العجيب من الحب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :594  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 420 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج