شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جزائر ذئبة المهل
وسمعت بيان وزارة الخارجية تعلن عن تأسيس العلاقة السياسية لتعيين السفراء بين المملكة العربية السعودية وبين جزر المالديف وايسلاندا. ولعلّي أكتب عن تبدل الأسماء التي أضاعت المعلومات القديمة.. فكثير من الأقاليم الإفريقية تبدلت أسماؤها مع أن ثبات الأسماء يعطي التاريخ الاتصال الوثيق.. ((فسيام)) جزئت إلى أقطار سميت بأسماء ((والملايو)) تجزأت إلى أسماء.. وكنا نعرف ((أندونيسيا)) بأنها جاوه.. كما نعرف ((تبافيا)) التي أصبحت جاكرتا لأن بيوتاً كبيرة في مكة تنسب إلى البتاوي.. وهكذا تبدل اسم جزائر ((ذئبة المهل)) إلى جزر مالديف.. كما تبدلت جزيرة سيلان العريقة في القدم كاسم زعمت الأسطورة أن نزول أبينا آدم كان عليها.. وعاصمتها ((سرنديب)) ألغاها من المعرفة الحديثة اسم ((كولومبو)) ولعلّ اسم ((سرنديب)) قد وجد في شعر قد نسب إلى الإِمام الشافعي أو إلى الزمخشري كما اختلفت الروايتان.
امطري لؤلؤاً جبال سرنديب
وفيضي آبار تكرور تبرا
فلئن عشت لست أعدم قوتاً
ولئن مت لست أحرم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي
نفس حر ترى المذلة كفرا
وكيف تبدل اسم ((ذئبة المهل)) إلى مالديف؟
لقد عرفت ذلك وأنا في مدينة ((لكناو)) عام 1352هـ وفي ندوة العلماء ضيفاً على الشيخ تقي الدين الهلالي حينذاك. نزلنا عنده لأن الشيخ محمود شويل خال زوجة الهلالي. فوجدت عنده جزءاً من دائرة المعارف الإنجليزية التي ترجمها الجامعيون.. فذكروا جزر المالديف وعلى الهامش تعليق لشيخ العروبة أحمد زكي باشا يقول فيه: إن أصلها ((ذئبة المهل)) فاستعجمت هكذا ((مهل ذيبة)) وأغرقت في الاستعجام فأصبحت ((مالديف)).
عرفت ذلك وتذكرت نداء الباعة عن الحلاوة ديبة.. يقولون إنها ترد في هذا الجزء حين رجعت إلى المدينة وجدت بين يدي أستاذنا السيد أحمد صقر سؤالاً من مجلس الإِدارة يستفتيه: هل توجد على الخريطة جزائر ذيبة (؟) فكانت إجابته أنه لا يوجد على الخريطة هذا الاسم.. وإنما يوجد مدينة ((دياب)) في فرنسا..
وكانت مشكلة لأن مجلس الإِدارة يعرف بحكم التداول وبمنطوق التقارير أن جزائر المالديف هي ذيبة وهي مقررة بفرمان سلطاني للسيد مكي بافقيه، جد ابننا الصديق حسين بافقيه.. وقد طلبها أن تمنح له أحد الأدباء لأنها غير مقررة فمنحها لأن اسم مالديف لم يكن مقرراً.. فتبرعت وبرجاء الصديق السيد إبراهيم العطاس خال حسين بافقيه أن أكتب الفتوى مستنداً إلى ما كتبه أحمد باشا زكي شيخ العروبة فكتب لصاحب التقرير الأصلي فقد أنار ما كتبته فقد وضع فوه للتداون.. كما هو تعبير الإدلاء.. أو التداول والمعلوم بالعرف والتعامل.. فجزائر مالديف أصلها العربي جزائر ذئبة المهل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :819  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 395 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.