شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التفاخر بالأنساب
ـ وانتهى التفاخر بالأنساب، فالذين اعتلت أنسابهم قد عرفوا ذلك لأنفسهم فصانوها حين زانوها بالعمل النظيف والأسلوب النظيف.. فالقبائل على معرفة من هدفها في كل الأرض العربية.. ونبغت فئات تفاخر بالمدينة والقرية والمقاطعة.. فأكثرية من الذين فاتهم الفخر بالنسب يفوتون على أنفسهم الاحتفال بالسبب.. وحدة الشعب كله.. بوحدة الأمة كلها وكأنما الفاروق أبو حفص عبقري هذه الأمة المحدث عمر بن الخطاب قد بعد نظره حين قال يخاطب عرباً انتسبوا إلى مدينة أو أقليم فقال ((لا تكونوا كالنبيط.. إذا سئل أحدهم قال من قرية كذا أو مدينة كذا قولوا من قبيلة كذا.. وألزمت جرائد الفيء بقسمة الغنائم طوال القرنين الأولين أن لا ينسب عربي إلا إلى قبيلته فالقبائل مجدولة مرتبة في كل جريدة فيء..
وأعانتني هذه المعرفة بكلمة عمر على تحقيق نسبة أجريت طوراً فيها مع أستاذنا الدكتور العميد حسن باشا أحد أعلام الجامعيين في مصر والمتعاقدين أساتذة في جامعة الملك سعود.. ولعلّي قد علمت أنه الآن يقيم أستاذاً في مكة المكرمة بجامعة أم القرى.. وكان هذا الحوار معه حين أرسل مقالاً لمجلة الدارة في سنواتها الأولى مصحوباً بنص مكتوب على شاخص فوق قبر ((عبد الرحمن خير الحجري المتوفى سنة 31هـ فأنكرت النسبة إلى الحجر وطلبت من المكتبة البحث هل هو من الصحابة الذين كانوا في جيش عمرو ابن العاص لأن القبر والشاخص وجدا في مصر ((في الجيزة)) فلم يعثر الباحثون على اسمه في الصحابة.. وذهبت إلى الأستاذ العميد أسأله كيف حدد النسبة إلى حجر اليمامة لأنه كأنه قد كتب ((الحجري من حجر اليمامة)) وقد قلت له حين استقبلني في منزله إن العرب في القرنين الأولين لم ينتسب واحد منهم إلى قرية أو مدينة أو إقليم فكيف نسبت صاحبنا هذا إلى حجر اليمامة. فأنت تعرف أنه لم ينسب أحد إلى حجر ثمود أو حجر اليمامة وإنما النسبة قد شدت بها قبائل اليمن فنسب صاحبنا هذا إلى حجر حمير فضحك وبانت عليه المسرة كأني طالب بليد قد نجح في الامتحان وأخرج كتاباً مؤلفاً للأستاذ الهواري المصدر الذي نقل عنه ما كتب فإذا هو أعني عبد الرحمن خير الحجري حميري من الذين أقطعهم عمرو بن العاص مساكنهم في الجيزة.. وقد سعدت بمسرة الأستاذ كما أسعدني أن تكون الثمرة في هذا التحقيق والحجر للذين فاتهم الافتخار بالنسب فأصبحوا يفاخرون بالقرية والمقاطعة.. أنكر ذلك لأن القبيلة وفيها الفخار حين تستحيل إلى إقليمية فإنها تضع ما تشحن به النفوس من كرب وفرقة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 394 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج