شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إهمال النصوص
وكنت أزور في نفسي من أيام مضت أن أضع ملاحظة على ما جاء في كتاب التاريخ العربي القديم والسيرة النبوية.. المقرر كمنهج دراسي لطلبة الصف الأول المتوسط، تأليف أحمد موسى البكري وعكاشة أحمد الجعلي، وتعديل إدارة المناهج والبحوث (ط 7-1401هـ) فقد أرخوا لمعركة ((ذي قار)) بين العرب والفرس، فلم يستوفوا الحلية التي أعلنت إشادة رسول الله صلى الله عليه وسلمبانتصار العرب على العجم. ففي الحديث المشهور الذي أخرجه الإِمام أحمد وكثيرون من أئمة الحديث جاءت هذه الإِشارة في قوله صلى الله عايه و سلم : اليوم انتصار العرب من العجم وبي نصروا فالنصر كان إرهاصاً لنصر أعظم هو انتصار العرب بهذ الإِسلام، كأنما كان النصر في ((ذي قار)) فاتحة النصر الكبير بالفتح العظيم، عرف به العرب. جربوا النصر أول مرة أن يتقدموا للنصر في ما يأتي بعد حين توحدوا تحت راية الإِسلام. فهل أسأل المؤلفين أم إدارة المناهج والبحوث بوزارة المعارف عن ترك هذا النص لا يضعونه في كتاب دراسي مقرر.
إن إهمال هذا النص سواء كان من المؤلفين أو إدارة المناهج والبحوث أحسب أنهم ما فعلوا ذلك إلا لأحد أمرين:
فإما أنهم استضعفوا الحديث فلم يسألوا عن صحته. فحرموا التلميذ من معرفة واجب أن يعرفها، وإما أنهم قد خضعوا للمجاملة كأنما حقائق التاريخ تجعلنا أن لا نذكر الحديث الآخر. ((اللَّهم مزق ملكه كل ممزق)) وقد مزق الله ملك الأكاسرة. وكان الإِرهاص لهذا التمزيق النصر في ((ذي قار)).
إن الفرس الأكاسرة قد هزموا في ((ذي قار)) حتى إذا أسلموا كان بهم النصر للحضارة كان منهم الذين ((تنالوا العلم المعلق بالثريا كان لهم أن امتد الفتح بهم إلى الشرق، وكان بهم أن تحملوا مجازر التتار. وكان بهم أن وقفوا مع الترك تنهزم بهم جميعاً أكثر من عشرين زحفاً سلافياً روسياً.
فحقيقة التاريخ على الجاهلية يجب أن تقال، وفخار التاريخ يجب أن يقال ففي الأولى يجب أن لا نبخس أنفسنا، وفي الثانية يجب أن لا نبخس أنفسنا حين نبخس إخواننا في الإِسلام.
إن ((إياس بن قبيصة)) عربي على الذروة طائي قحطاني، لكنه انحدر عن الذروة حيث أصبح في حضيض العمالة للفرس، وهانىء بن مسعود الشيباني جاهلي لكنه أصبح في ذروة العروبة كما هو في ذروة العرق تاريخاً في التاريخ انتصر به العرب كأنما ((إياس بن قبيصة)) حين أصبح عميلاً للفرس وهو في التاريخ القديم يعطينا صورة من التاريخ الحديث اليوم لا أمس.
ولا أريد أن أزيد.
فلئن ضحك ((إياس بن قبيصة)) آخر اليوم فإن بكاء الشعوب سيأتي بـ ((ذي قار)) أخرى ألا سحقاً للعملاء.
إن ((هانىء بن مسعود)) قد ورثه ابن عمه سيدي ((المثنى بن حارثة الشيباني)) فاستغول فاتحاً مسلماً، كان من عطائه ما سجله التاريخ مقدمة للفتح العظيم كنت أزور هذا فحفزني ((مقبل العيسى)) أن أكتبه الآن ولينشد معي هذا البيت:
أمور يضحك العملاء منها
وتبكي من عواقبها الشعوب..
وليعذرني في هذا القلب للبيت..
وأخيراً فلينظر القارئ إلى الإعجاز البياني ممن أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام حيث وصف نصر البطل أنه نصر الأمة ووضع العميل ولو كان عربياً في موضع العمالة فجعل الهزيمة له هزيمة لمن استعمله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :822  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 390 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج