شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الغوغاء
ـ وحفظنا من كلام الإِمام علي بن أبي طالب أبي الحسن حيدرة كرم الله وجهه قوله. الناس ثلاثة.. عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق.
إن هذه الصفة لرعاع أصبحت قانوناً من قوانين علم النفس والاجتماع، فإذا ما خطب زعيم على المنبر لا يتأثر منه واحد ولا يتأثر به اثنان، ولكن الثلاثة فما فوق ينعدم فيهم الاعتراض. لأن اليقظة تصبح تابعة لمشاعر الآخرين الذين يسمعون ما سمع، فلا تجد هذا الجمع وهو يسمع الخطيب إلا من المرحبين والهتافين.
وقد سمعت كلاماً لزعيم يصف شعبه وهو عربي مات في الحرب العالمية الثانية. قال: إن قومي أو قال شعبي الواحد فيهم رجل. والاثنان رجلان، والثلاثة رعاع.
وقد اتضحت هذه الصورة للرعاع بما ذكروه عن العربي الصليبة الرجل الأول عند المعتصم رغم عروبته وهو أحمد بن أبي دؤاد تولى كبر الاعتزال حتى عذب الإِمام أحمد بن حنبل ناصر السنة رضي الله عنه. فاغتمت الخاصة والعامة فأبغضت أحمد بن أبي دؤاد بغضاً شديداً، حتى إن أهل الكرخ أو هي مدينة أخرى في العراق قالوا عن أهلها لو أن أحدهم ذكر اسم أحمد بن أبي دؤاد لقتلوه ولكن هذه المدينة، الكرخ أو غيرها، قد شب فيها حريق دمرها، فتوسط ابن أبي دؤاد لدى المعتصم يطلب منه العون لهذه المدينة. وذهب بنفسه يوزع العون بسخاء حتى شمل الذين أضر بهم الحريق. فإذا التاريخ يقول.. لو أن أحداً قال لأهل هذه المدينة ((إن زر الثوب ثوب ابن أبي دؤاد متسخ لقتلوه)). أفليست هذه الصورة انقلبت بها البغضاء إلى حماية برهان على استجابة الرعاع لما يقال لهم أو لمن يحسن إليهم؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :813  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 389 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.