شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد الله بن عقيل
ـ هذه ذكرى فاتني أن أسجلها مذاعة، لا أكتبها الآن فاخراً وإنما أكتبها شاكراً عن كرامة الرجال حينما يحترمون القيم. هي ذكرى عن وضع وجدتني فيه مع الرجل الكريم ((عبد الله بن عقيل)). أحد الرجال الذين أدوا واجبهم لمليكهم ووطنهم، فقد كان رجلاً كريماً من أعيان القصيم أميراً لقصر ابن عقيل حظي بالتكريم من جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله. فما من رجل أدى واجبه وأعطى الثقة حقها إلا ووجد التكريم من البطل الزعيم الإِمام السلطان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن يرحمه الله.
وقد كان هذا الموضع الذي وجدتني فيه في ضحوة يوم من أيام مكة المكرمة. فقد نصبت البلدية صيواناً كبيراً لاستقبال الأمير فيصل بن عبد العزيز وهو قادم من أمريكا بعد أن مثل المملكة في هيئة الأمم يوم التصويت لإِقامة إسرئيل وقبل أن يصل سموه وقد امتلأ الصيوان بالمحتفلين وصل عبد الله بن عقيل وتقدم إلى الصيوان الكبير فلم يجد كرسياً يليق به، ولم يتحرك أحد من الجالسين ليفرغ له كرسيه لأنهم لا يعرفونه. والبلدية لم تكلف رجالاً يعرفون الرجال. ورأيت الرجل الكريم يتقهقر وكنت جالساً على كرسي بعيد عن الكراسي الفخمة فناديت هذا الرجل - تفضل وأخليت له كرسيي وقبل أن يصل إلى مجلسه الذي أخليته له فطن الصديق عبد الله السعد وقد جاء تواً إلى هذا الموقف فأخذ بيد عبد الله بن عقيل يجلسه على كرسي له في صدر المكان أفرغه من الجالس عليه.
ورجعت إلى كرسيّي فإذا شاب من عامة الناس قد جلس عليه قلت له إنه كرسيّي فقال ((هو كرسي فارغ جلست عليه)).
إنها فوضى التنظيم. ووقفت حتى انتهى الحفل. وفي اليوم الثاني وأنا في مكتبي في إدارة القصور جاء عبد الله بن عقيل، يكلف نفسه أن يشكر. فحمدت له ذلك. فهل نسي هو ألا يشكر مرة أخرى؟
لم ينس، فقد دخلت إلى مكتب كبير وأنا رئيس تحرير جريدة ((الندوة)) أستأذن في العودة إلى مكة، فإذا بي أجد ((عبد الله بن عقيل)) جالساً مع الأكرمين. فلم يكد يراني حتى قام من كرسيه ((تعال يا محمد اجلس)).
قلت: لا.. لا.. سأقف حتى يؤذن لي بالدخول.
فقال ((عبد الله بن عقيل)) لقد سبقت.
إن هذه الذكرى أنشرها اليوم موعظة للذين لا يعرفون أن يكرموا أنفسهم حين يكرمون رجالاً أكرمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :626  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 388 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج