شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مشعل السديري
ـ وأمرنا أن نرد التحية بتحية على صورة أحسن وهذه التحية تلقيها مسطرة معطرة بالود على صفحات ((عكاظ)) حياني بها الصديق مشعل السديري فوجدتني مقيداً بقيد عقلني به الود والحب وقيدني به كل الأسطر يكتبها مشعل السديري.
فهو لئن كان مقلاً فإنه المكثر في تسطير البيان، ذلك أنه مشعل وجدان وشعلة بيان واشتعال فنان.
فالقليل منه كثير، وليس ذلك عن عجز أو تعجيز وإنما هو القرف من أن يحترف يصون الموهبة، يهب لها ومنها ما يحفل به فؤاده من عاطفة لا يختطف بها رضا القارئ وإنما هي خطفة من حالة تنتاب صاحب الموهبة فإذا هو الواهب والمهاب.
إن الأسطر التي كتبها استأهلها منه، فواهب الحب لا ينبغي لي أن أتهيب الجفوة من كلمة قائل أن الشيخ والفتى بدآ يتقارضان الثناء.
ومشعل السديري مرة أخرى لم يتحفني بما قطرت به عاطفتي إلا أنه نزع إلى عرق، فالعراقة تبتعد عن الدنايا وتلبس صاحبها المزايا وفي أيام مضت قبل سنوات قال أمير كبير يوجه كلمة إلى أحد جلسائه، يثني بها على مواطن قام بواجب الحفاوة لسموه في بلد بعيد.
فقال الجليس ((أنت تستاهلوا)). فقلت: ذلك نعم ولكن الأصح أن هذا المواطن ينتمي إلى عرق، حفظ به الجميل فأدى شكر الجميل لسمو الأمير.. فإن الذي له عرق عميق الجذور ينبت ويفرع ويثمر.
وهكذا فلا بدع أن تكون الأصالة في مشعل قد أفرغت وأثمرت لا تبصر إلا ما يزين وتغمض العين عما يشين.
وأخيراً..
ولو أني بليت بهاشمي
خؤولته بني عبد المدان
لهان عليّ ما ألقى
ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
شكراً لمشعل ولعلّي أراه رؤية عين لا رؤية عقل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :680  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 385 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.