شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع محمد فتحي
ـ والشيء بالشيء يذكر فما دمنا قد كتبنا عن الأستاذ عيسى خليل صباغ مذيعاً ناجحاً له جرس ورنين واحتفال باللغة الشاعرة لغة العرب. فينبغي لنا أن نكتب خاطرة أخرى عن كروان الإِذاعة، الأستاذ محمد فتحي فقد كان في إذاعة القاهرة غريداً وفريداً، لا أحسب أن من كان مثله إلا الأستاذ الشاعر شاعر الكرنك أحمد فتحي يرحمه الله.
فهذان الفتحيان فاتحان فقد سمعنا ما يطربنا حين كانا يذيعان، فمحمد فتحي ما زلت أسمع رنين الجرس ساعة إن كان يقدم أم كلثوم في حفلاتها الشهيرة، يتغنى قبل أن تغني أم كلثوم حيث يقول وها هي تلبس ثوباً أزرق.
إن محمد فتحي سمعته كثيراً وتسمعت إليه وهو يحدثني في الرياض فعجزت أن أكون له وإن كنت معه وسمعته بالأمس وفي صوت العرب يقول ما كنت أود أن يقوله كل أحد فقد قال ما بال وسائل الإِعلام قد وقفت نفسها تحيي ذكر الفنانين وتتلهى تناسياً أو نسياناً فلم تعد تذكر الرجال الأبطال من العلماء والأدباء أو المفكرين والساسة؟
كان جريئاً إن قال ذلك وكان يبكي إن حرم من أن يكون كأمثال محمد رفعت كما كان فقد عرفنا عنه أن ضابطاً كندياً سمع صوت رفعت وهو في كندا فآمن وجاء يهرول إلى مصر يعلن إيمانه.
ولا أريد أن أبخس نفسي فقد تحدثت إلى الأستاذ عبد المنعم الصاوي وقد كان وزيراً، فقلت له كيف تقرون هذا المسلك؟ إذا تصافيه مع شعب عربي لم يكن عنوانه هذا الصفاء إلا أن تذيعوا أغانيه فقط لا غير.
أفليس للشعوب العربية علاقة أكثر من علاقة الأغنية؟ فإذا هو يسمع ويعد ولكن لا رأي لمن لا يطاع. فالفنان لا يزال هو المسيطر على توطيد العلاقة بين الشعوب أما المثقفون ورجال السياسة والعلماء فهؤلاء شأنهم مؤجل إلى وقت قد يكون قريباً أو بعيداً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :615  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 384 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.