شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى الأستاذ الرفاعي
ـ واستقرأت متابعتك لكلمتي فإذا أنت تمنحني ما أنت أهله من الثناء أستأهله منك فأنت صاحب وجدان أبعدت السواد عنه، فالبياض نظرة الوجدان الذي يجب فإذا هو يعيش نعمة الراحة من كدرة السواد. وأحب الآن أن أتابع ما كتبت لأوضح ما أراه يستأهل الإِيضاح، كما يلي:
أولاً: قلت إن العلامة صاحب السند العالي الشيخ إبراهيم الكوراني هو جد صديقنا الأستاذ ضياء الدين رجب (رحمهما الله) لأبيه وليس الأمر كذلك. إنه الجد الأعلى لأمه. فقد عرفنا أخواله وهم: قاضي المدينة وشاعرها عمر كردي، وقاضي المدينة عبد الحفيظ كردي، ورئيس ديوان الإِمارة في المدينة أيام الأشراف صالح الكردي، ومدير المدرسة العلوية في تلك الأيام ياسين الكردي. معروف مقامهم في المدينة وكانت لهم حظوة في تلك الأيام.
ثانياً: وقلت إنك حظيت حين كنت جاراً للشيخ علي فالح الظاهري في مكة المكرمة فلمحت من كلامك أنك تحسبه الشيخ فالح الظاهري صاحب السند العالي الذي جاء ذكره في مقالي السابق، بينما هو - أعني علي فالح - ابن الشيخ فالح الظاهري. سكن مكة وكان له مقام كريم فيها.
وهناك شخص كان أشهر من علي فالح في مكة لدى الشباب اسمه أبو بكر فالح، سمعت أحمد إبراهيم الغزاوي ومحمد سرور الصبان - رحمهما الله - يذكرانه، ولعلّ الصديق الأستاذ عبد الوهاب آشي يعرفه، ولا أدري أهو ابن الشيخ فالح أم حفيده. فعلي إن لقيت أستاذنا عبد الوهاب آشي أسأله، أو أن أحد الذين يقرأون كلمتي هذه وكان قد عرف ((أبو بكر فالح)) سواء كان من معاشريه أو من أبنائنا الظواهريين الذين كثيراً ما كانوا يسألونني عن الشيخ فالح يشرح لنا الحقيقة.
وزيادة في الإِيضاح أحب أن أوضح أن الشيخ فالح الظاهري كان تلميذاً للشريف محمد السنوسي مؤسس الطريقة السنوسية وجد زعماء ليبيا السنوسيين. فقد كان السيد محمد السنوسي يقيم في مكة بعد أن هاجرا من المغرب. وعرفنا من مشايخنا وخصوصاً من الشيخ محمود شويل، تلميذ فالح الظاهري، أن محمد السنوسي كان معاصراً لشيخ الإِسلام محمد بن عبد الوهاب، وكان السنوسي طموحاً يعمل لنشر الطريقة السنوسية حتى إذا انتشرت في الحجاز سعى إلى إقامة دولة منفصلة عن الدولة العثمانية وتنتزع الأمر من أمراء مكة. ولكن حين زحف الإِمام سعود فأجلى الأتراك عن الحجاز ووقعت الحرب بينه وبين محمد علي غادر السنوسي مكة إلى واحة ((جغبوب)) في ليبيا.
ولكنه ترك الشيخ فالح في الحجاز وتسلط على تراث حمزة ظافر في ليبيا، وحمزة ظافر مدني الأصل والد محمد ظافر أحد الرجال الأربعة الذين كانوا حول السلطان عبد الحميد وهم أحمد أسعد، أبو الهدى الصيادي الطرقي عزت العابد، ومحمد ظافر.
ثم إن السنوسي كان له تلميذان آخران.. السيد الميرغني المكي البخاري والسيد الأدريسي. فأرسل السيد الميرغني إلى السودان ليؤسس الطريقة الختمية التي انتشرت هناك، وكان مالها من تنافس مع الطريقة المهدية. وأرسل الإدريسي إلى جيزان فأسسوا الطريقة وأقاموا الإِمارة هناك.
هذه لمحة من التاريخ، والعهدة على رواتها، مع ملاحظة أن بعض أسرة الميرغني لا يزالون في الحجاز بين مكة وجدة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :819  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 382 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .