شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أبو تراب
ـ علي أبو محمد أبو تراب غلبت عليه الكنيتان كنية الإِمام علي كرم الله وجهه يشرق بها وكنية الإِمام ابن حزم يرحمه الله قد كلف بها كلفاً شديداً حتى إنه لم يعرف إلا بها. عرفته وما عرفني ولكن المعرفة قد تمت بيننا أيام كنا نعمل سوياً في جريدة ((البلاد)).
تصاحبه فلا تجد تكلفاً منه ولا يحملك على بعض التكلف فيه بساطة لكن العلم الذي متع به جعله يشمخ بك حين تعرف عنه ولا يشمخ عليك حين أعطاك من علمه الغزير. إنه يعيش عصرنا إنساناً حياً يمشي على الأرض ولكنه يحيا بين المراجع والمصادر والأمهات كأنه قد انحدر من عصر ابن حجر والسخاوي والشوكاني أو نقل إلينا ((بهوبال)) و ((ديوبند)) و ((وفرتسر)) و ((بنارس)).
لا أعلو به إلى فوق هؤلاء - أعني فوقية الزمن - ولا أنحط به إلى تحت لأنه أحد رجال قلة ليسوا من رجال هذا العصر، فهو لا يخطف الخطفة من المعرفة يتبهرج بها وإنما يغوص عليها في أعماق المصادر والمراجع، لا يتلجلج حين يقول لا أدري ويبتهج بالإجابة حين يدري إذا قال لا أدري طلب أن تمهله ليدري فتمام المعرفة لديه أنه علامة مراجع ومصادر يعرف المظان ليجد اليقين ذلك أنه لم يفته التلقين وقد شبع من التلقي فهو تلميذ أبيه الشيخ عبد الحق الهاشمي كأنما هو قد أعده ليكون كامل العدة نحواً وصرفاً وفقهاً وتفسيراً وحديثاً وتاريخاً، فإذا ما خرجت به من علم الأوائل لا يطيق أن يحشر نفسه في علم الأواخر. حريص على أن يكتب كل معرفة عرفها مرح، تزخر حياته بترف النفس وبشاشة الوجدان، من حسن حظه أنه لم يعرف الترف وإن كان على الشظف الذي يعيشه مترف المائدة إذا ما دعا صديقاً إلى عشاء أو غداء.
يفرح أن يجد عندي بعض المعرفة أو بعض الفهم فإذا ما أصبت قال مرحى بخ بخ، وإذا ما أخطأت علمني الصواب دون استعراض العضلات فالمعرفة عضل العقل ومتعة النفس وإمتاع الصديق. لو شئت أن أطريه لملأت الأسطر ولما ضاق علي قرطاس. لست أستجديه ثناء بثناء فقد أسبغ علي من الثناء ما هو أهله ولا يظنن ظان أن هذه الكلمة مقايضة فلن أبيع له سمسماً مقشوراً بغير مقشور كما هي كلمة ابن المقفع في الكتاب الجليل ((كليلة ودمنة)).
أبو تراب لا يتباهى بما يعرف وإنما نباهي به أنه لا يسرق كلام غيره مقالات ينشرها بتوقيعه، فصدق المعرفة تعني صدق الأداء..
إنه يحيا الآن فلم أعد أقول له ((قتلت أرض عالمها)) متعنا الله بحياته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :823  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 376 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج