فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
سلطان الأطرش ما قبل أسبوع كنا جماعة في مجلس.. وفي زيارة خاطفة لصديق لديه مجموعة من الأصدقاء فقال أحدهم: مات سلطان الأطرش.. فأسرعت أقول: لم يمت أمس.. فلقد مات يوم انتهت الثورة السورية.. يوم أن استقلت سوريا. لقد كان بعد الاستقلال يعيش في الرمس، فالبطل إذا لم تستجد به أعمال الفروسية في كل لحظة ينساه الذين يتناهبون عطاء الفارس.. ميراث البطل.. أنا لا أتهمه بأنه كان يعيش في جفوة. ولا أستطيع أن أقول إنه كان يحيا في صفوة. فالوارثون يتغيرون على الموروثين.. إن سلطان الأطرش لم يعزله الاستقلال عملاً وإنما هو عرف الدروز، كان أمير الحرب في قبيل الدروز.. وحين لا حرب يكون له العرف الدرزي.. ((عد إلى بيتك يا سلطان)) كأنما أبناء معروف والأكثرية الكاثرة منهم عرب خلص.. أنسابهم معروفة، حتى إن الأرسلاني منهم جده النعمان بن المنذر ابن ماء السماء، فهذا العرق العربي كأنما هو قد نزع إلى أعراف قريش في مكة أيام الجاهلية.. فقيادة الحرب في قريش كانت لحرب ابن أمية ورثها عنه أبو سفيان.. وقيادة الخيل لمخزوم والمؤسسات الأخرى قد قسمت بين بطون قريش. من هنا كان سلطان الأطرش قائد الحرب وحسن الأطرش الأمير في السلم، وعلماؤهم العقل هم المصدر لتحديد الأعراف.. فسلطان الأطرش كان بقايا فرسان الأساطير.. مدحه إيليا أبو ماضي الشاعر المهجري الذي ما هجر شامه ولا عروبته وإن جاء بعده شعراء لم يهاجروا ولكنهم هجروا شامهم وعروبتهم.. يقول إيليا أبو ماضي: فيا لك أطرشاً لما دعينا لثأر كان أسمعنا جميعا كان ذلك من إيليا أبي ماضي يوم هدّ الفارس الأسطوري سلطان بحصانه يركب الدبابة الفرنسية.. يقتل قائدها المستعمر فإذا ((بردى يصفق كالرحيق السلسل)) وإذا النيل يستنطق شوقي: سلام من صبا بردى أرق ودمع لا يكفكف يا دمشق ومعذرة اليراعة والقوافي جلال الرزء عن وصف يدق وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق لم أكتب هذا راثياً لدرزي.. وإنما كتبته لفارس عربي، فإن اختلفنا عقائدياً فإنه ليجمعنا ما قاله شوقي: بيان غير مختلف ونطق بل ويجمعنا تراب واحد ولسان واحد ومصير واحد ((ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم)).
طباعة تعليق  القراءات :912  التعليقات :0
صفحة 375 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج