شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بيرم التونسي
ـ واحتفلوا في مصر يذكرون بيرم التونسي، ذلك المحمود لدى كل مثقف كل ذوّاق كل من يطرب لأغنية نظم شعرها بيرم. كل من يصحو على لذعة النقد لقسوة الذين احترفوا فاغترفوا. ولم يغرفوا.
ولست بصدد أن أترجم لمن بصم على التاريخ أن البيئة تصنع المواطن مادام قد ولد فيها ونشأ فأعطوني عن مواطن له أجداد ألف تمصر. فإذا هو ولا ابن عروس. وإذا هو ولا من يدعي أن جده ((أحمس)) الفرعون الذي انتصر على الهكسوس كبيرم.
إن بيرم التونسي وشوقي أباه التركي ورامي جده الكريدي قد تمصروا. وكأن عطاءهم لمصر عطاء الوطني ما جاء فوقه وطني.
من هنا ما زلت أصر على أن العرب أعراق والعروبة استعراق، فهؤلاء الذين ذكرت عرّبتهم مصر فإذا هم أبناؤنا تفصحوا بلسان عربي مبين.
ومن هنا مرة أخرى، لقد أعجبتني كلمة شوقي عن بيرم.. ((إني لا أخاف على الفصحى إلا من عامية بيرم)) كما أعجبتني حفاوة العقاد به وكلمة طه حسين عنه، كأنها كلمة شوقي، لأن طه حسين وشوقي قد خافا على العربية الفصحى من بيرم. لكن هناك ما يعجبني أكثر وأكثر وهو أن يحتفل العالم الجليل الذي كان أحد القلة من العلماء الذين فهموا وفقهوا نظرية ((اينشتاين)).. ((النسبية)) حتى إنه حاور ((اينشتاين)) وبسط له بعض ما يخالفه فيه. فعالم كهذا مشغول بالأرقام فيزيائي عميد العلوم يحتفل بشعر بيرم لا يقول كلمة مرسلة كما قالها أولئك. وإنما نصب نفسه يترجم إلى الفرنجة شعر بيرم.. ألا وهو الدكتور علي مصطفى مشرفة رحمه الله.
هكذا العالم إذا لم يكتف بما تخصص به يزيد العلم علماً حين يغترف من الثقافة حتى ولو كانت بشعر عامي.
إن هذا العالم كبرت حين سمعت هذا الخبر كما كبروا عندما قال ابن عبد البر.. أنا حافظ المغرب والمشرق. والتكبير حمد لله أن أجد القدوة للذين نالوا الشهادات أن يعودوا إلى تراثهم..
وكم أود وقد بسط الأستاذ عبد الله بن خميس ديوان الشعر الشعبي. ولا أسميه النبطي. كم أود أن كل مثقف يدرس هذا الديوان من الشعر الشعبي. أحاط به ابن خميس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 371 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.