شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد الفتاح مصطفى
ـ وكم كنت شديد الرغبة في أن ألقى الأستاذ الشاعر المثقف، والمثقف الأثري. عبد الفتاح مصطفى ولكن هذه الرغبة لم تتحقق.. أعجزتني السنون أن أصل إلى مصر، وحجزتني الظروف أن أجد نفسي في مصر، ولو لفترة قليلة.
فكلما عزمت أن أسافر إليها كان في برنامجي أن أرى عبد الفتاح مصطفى، أتحدث إليه. يحدثني أتعلم منه.
فقد كان أزهرياً ولم يكن أزهرياً وأعني بالأزهرية، المصرية البحتة، المصرية الريف والتراث فالأزهر مازال شجرة لا شرقية ولا غربية وعبد الفتاح مصطفى كان لا شرقياً ولا غربياً.
فإن شرق يصل إلى بغداد وإلى أصفهان يبرمج للإذاعة مائة وخمسين حلقة عن الكتاب الأم ((الأغاني)) لأبي الفرج الأصفهاني. يصنع للإذاعة في أكثر من فرع مئات الأغاني كأنما هو على صورة أخرى قد تتلمذ على الأصفهاني فلئن صنع أبو الفرج الأغاني كتاب رواية فقد صنع عبد الفتاح مصطفى الأغاني برامج أصبحت ثبتاً في التراث.
ولم أكن حريصاً على سماع الأغاني التي ينظمها عبد الفتاح مصطفى، وإنما كنت الحريص كل الحرص أن أسمر أذني على المذياع أسمع تمثيلية من صنعه عن أصحاب الفيل وعن غيرها من ملاحم التراث العربي.
ذلك حين يشرق إلى مكة المكرمة ولئن غرب فالعشق لبني هلال.
فقد كان عبد الفتاح مصطفى عربياً في مصر ومصرياً في العرب لأن وجدانه كان وجدان المسلم، والمسلم إذا كان مثقفاً: كان عربي الوجدان وإن استعجم اللسان..
لم يغن له محمد عبد الوهاب فلم يبخل عبد الوهاب على عبد الفتاح مصطفى، وإنما بخل على نفسه. فعقدة عبد الوهاب - أمد الله في عمره - عقدة شوقية. يرفض أن يكون عليه شيخ.
وغنت له أم كلثوم، والكثير من المطربين والمطربات أما أنا فأغنيتي عنه إني تعلمت منه أن ((أوزيس)) و((أذريس)) هما عزيزة وأدريس تفرعن اللفظ من وراثة السامية فعربهما عبد الفتاح مصطفى.
أما المعلومة الثانية فقد تعلمت المفارقة بين تأثير بني هلال في صعيد مصر وانعدام هذا التأثير في موطن بني هلال ((جزيرة العرب)) فلقد قال عبد الفتاح مصطفى إن الأناشيد والأزجال والحكايات كلها تمت إلى قصة بني هلال كأنما كل صعيد مصر أضاف إلى هلالية العرق هلالية التراث.
والكثير عن عبد الفتاح مصطفى. وما أظن أننا سنحسن إليه إن استعرنا بعض تمثيلياته التاريخية الملحمية من تراثنا، بل إن ذلك سيكون إحساننا إلى إعلامنا.
يرحم الله عبد الفتاح مصطفى فقد فجعت بوفاته سمعته خبراً من ((صوت العرب)) وخبراً في صحفنا..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :685  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 368 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج