شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشعر
ـ حين أخْرسَتْ ألسنة الشعراء عن الهجاء والرثاء والثناء والغزل أصبح بعض المتشاعرين يتهاجون في رفض التراث، ويتراثون بكاء على حاضر لا يحقق أغراضهم في جفوة التراث والصفوة نحو ما يرجون اقتباسه من المستوردات، كأنما الفن أصبح في نظرهم سوق الشواربي ((سوق الحراج، ويثنون على واحد منهم نظم قصيدة يهجو بها امرأ القيس أو يرفض شوقي، ويرحب بأدونيس، ويتغزلون في كل علبة ليل.
حين مات الهجاء كان موته مأساة الفروسية، شاعر ينافح من قبيلة. وحين انعدم الرثاء أصبح شعرهم مأساة مبكية يضحكون بها وأبكي أنا وحين تغالوا بالثناء كانت المأساة أنهم يقدسون بطلهم اليوم. ويدنسونه في اليوم التالي. فكم من شاعر أو كاتب قدّس بطله يوم كان يمتص حمايته، وأصبح يدنسه ليقتص من تلك الغواية التي كانت يوم التقديس هي الغاية.
إن الشعر في كل مراحله نجدياً، حجازياً، عراقياً، أندلسياً، شامياً، مصرياً، هو في كل ذلك قيمة عربية، برهان على حضارة بنتها الكلمة. ودليل على قيم هي زخرف الحضارة ودعايتها.. وقد قلنا من قبل إن كل نهضة بناء كلمة ولكن الناهضين بعده بما يتطرفون به يتظرفون يقتلون الكلمة وما يدرون أنهم القتلة لحضارتهم..
الكلمة برهان على أن قائلها زعيم كأنه القائم بوضع الدعائم للبناء.
إنهم يفتشون عن القصة، ينكرون أنها ليست عربية، مع أن الشعر في المعلقات ما هو إلا ((سيناريو)) لقصة محكمة الدلالة والمفاجأة والحبكة لكنه المرض جسد الغرض، أو هو الغرض جسّد المرض.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :663  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 365 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج