شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النثر والشعر
ـ النثر فكر تتحرك به المشاعر لتعرب عنه والشعر مشاعر يحرك الفكر ليعرب عنه. وجاءت الرواية والقصة فكراً يحرك المشاعر لأنها نثر ومشاعر يتحرك بها الفكر لأنها شعر حين تعبر عن أحداث ليست الإحساس: فالقصة أو الرواية تطور جديد في اللغة العربية باعتبارها فكر النثر وشعر الفكر.
من هنا يصدق قول ابن رشيق إن النثر لا يعيش في الرواية، فإن لم يسجل في القراطيس فمصيره ضياع. كما أن الحافظة في عاشق الكلمة لا يترسخ فيها النثر لأنه يصعب أن يحفظ. وإلا إن كان مثلاً أو حكمة أو نفحة مصدور يعرب عنها في كلمة مجنحة.
فالإيجاز قد يكون عوناً للنثر تسير به الرواية. ويتيسر له الحفظ. أما الشعر فما أسرع أن يحفظ وما أشد أن يروى. كأنما النثر عقل. فكر.. أما الشعر فعاطفة حتى ولو كان الشعر رثاءً و هجاءً أو مدحاً. فلئن كان الغزل والوصف والحكمة أقرب ما تكون للتمثل والرواية فإن غير هذه الأغراض يجد المغرضون فيما عدا هذه حافزاً يملي عليهم الحفظ ويدعوهم للتمثل.
إن الرواية النثرية والقصة كذلك ليست شعراً بمعنى الكلمة وهي إن كانت نثراً بمعنى الكلمة أيضاً فإن تحرك الإِحساس الذي صنعها وتقبل الإِحساس الذي قرأها يعطيهما بعض المعنى من الشعر، فالتقسيم إذاً للكلمة العربية نثر وشعر ومزيج من النثر والشعر إن هذا الرأي قد أجد من يقتنع به وقد أجد من يعارضه. وأنا فرح بالمعارضة لأني أعتقد أن بعض الاقتناع قد يكون فيه الرفض بالتناسي. أما المعارضة فقد يكون فيها الاحتفال فيبتعد عنه النسيان، فهل أجد مقتنعاً يواكبني أو رافضاً يحاورني؟
أحسبني يائساً من أن أجد
 
طباعة

تعليق

 القراءات :641  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 364 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.