فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
أبو نواس وأبو العتاهية ـ ما كاد يفرغ ديوان الشعر بعد بشار بن برد حين قتلوه حتى امتلأ ديوان الشعر بشاعرين من شعراء القمة هما أبو نواس الحسن ابن هانئ، وأبو العتاهية. وكان أبو نواس على طرف من السوق جالساً بين صحابه وتلامذته ومر كثير من العلية من بني العباس ومن غيرهم فلم يتحرك أبو نواس من مكانه يرد السلام على من أقرأه.. وأقبل راكب حمار فإذا أبو نواس يهب واقفاً يمسك بالحمار ويظل واقفاً يتكلم مع راكب الحمار، كان يسمع أكثر من أن يتكلم، حتى مله الوقوف يرفع رجلاً وأخرى ليستريح. وانتهى حين انصرف راكب الحمار ورجع أبو نواس إلى صحابه، فقالوا له من هذا، تقف وهو راكب حتى تعبت. قال ذلكم أبو العتاهية، ليته وقف أطول لأفيد من علمه.. وكان أبو نواس قد سمع ببيتين لأبي العتاهية تمنى أن يكونا له ولو ثبت شعره، وهما: الناس في غفلاتهم ورحى المنية تطحن لدوا للموت وابنوا للخراب فكل العالمين إلى ذهاب تمنى ذلك بينما له بيتان لهما رنن وجرسهما أعلى من بيتي أبي العتاهية، حتى إن رئيس تحرير جريدة من جرائدنا يتباهى بأنه مثقف وقد أنشدت بهذين البيتين لأبي نواس. وما الناس إلا هالك وابن هالك وذو نسب في الهالكين عريق إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق فحين سمعهما هذا المثقف قال إنه المتنبي، قلت له إن حظوة المتنبي يروي قصائده الدهر جعلك تسرق البيتين من أبي نواس تنسبها للمتنبي.. إنهما لأبي نواس. وجادل فأخذت نفسي إلى المكتبة في بيتي في مكة أريه البيتين في ديوان أبي نواس.. وقال لي أحدهم: أراك راضياً عن أبي نواس. قلت: أرضاني عنه الإمام الشافعي حين تتلمذ عليه يتلقى اللغة، وأرضاني عنه أكثر الإمام سفيان بن عيينة حين شهد له أنه قد تاب من المجون وترحم عليه. خلق ينبغي أن تنتهي منه وهو التنقص من صناع التراث، فلا نقول كتب صفراء أو فلان كذا وكذا.
طباعة تعليق  القراءات :4137  التعليقات :0
صفحة 360 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج