شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الجائع والرغيف
ـ في الأمثال مثل يقول ((الجائع يحلم بالرغيف)) أو هو على لسان العامة ((الجيعان يحلم بسوق العيش)) وكذلك يحلم المحترف لأي حرفة أو النابغ في أي فرع من فروع العلم بما يرجو من حرفته أو ما توحي به إليه حرفته. وكذلك النابغ في فرع من العلوم العملية أو النظرية يحلم بحل المسألة الرياضية أو التصميم الهندسي أو الكشف الطبي كما يحلم المكروب بما يفرج كربه. والمأزوم بما يحل أزمته.
ولقد عرفت أن أستاذنا وكان عالماً رياضياً كثيراً ما يحل المعادلات الجبرية في أحلامه وهو مستغرق في منامه، ذلكم هو أستاذنا السيد حسين طه.
ولقد سقت هذه المقدمة تدليلاً على خطبة ألقيتها وأنا نائم فالتدليل برهان ولكن فيه بعض التذليل أطوع به قارئي.
فلقد كنت نائماً بعد الظهر فإذا بي أحلم بأن بعض قومي من العرب قد تعرضوا لفتنة داخلية فأشرعوا أسلحتهم يتقاتلون وقبل أن يبدؤوا القتال، يسيل به دم الأخ من سلاح أخيه شرع عدو يريد أن يهاجمهم حتى إنه حل في أرضهم ورأيت جمعاً منهم أناشدهم أن يتحدوا، أن يقتلوا الفتنة فغضب بعضهم، ينالني بما يسيء فذهبت إلى صفهم فألقيت هذه الكلمة وأقسم أن ذلك كان حلماً.
((اسمعوا: ليتنا لم نرث أمجاد الماضين، ليته لم يكن لنا تاريخ، ليتنا لم نرث حضرة الوسيط، ليتنا لم نفتح في ثمانين عاماً ما هو أشد من الأرض ما اتسع واتسق، هادين مرشدين، بينما الرومان لم يفتحوا مثل فتحنا المسلم العربي في ثمانمائة عام.
وكاد يشغب أحدهم أكلت وجدانه الفتنة فصرخت أقول له ولهم: ((أيها الأخ ليس الحرمان ألا تجد وإنما الحرمان أن تفقد ما وجدت)) أيها العاق أسقط من وجدانك الشقاق لئلا نفقد ما وجدنا.
وهكذا الكرب، وهكذا المأساة أعيشها عربياً مسلماً أيقظت الكلمات في لساني وأنا نائم ولكن لا حياة لمن تنادي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :674  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 350 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.