شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة عزاء لمصر
ـ وهل تمر الكارثة في مصر دون أن نرسل كلمة عزاء إلى شعب مصر.. إلى مصر النيل.. إلى مصر الأزهر.. إلى مصر الفسطاط.. إلى مصر الليث بن سعد.. والشافعي.. وابن القاسم وأشهب وابن الماجشون.. وإلى مصر الطحاوي والسخاوي وابن حجر.. وإلى مصر العبور.
فالخلاف الوقت لا يمنع العلاقة الزمن.. فعروبة مصر وإسلامها تلزمني أن أرسل كلمة عزاء.. ليست نادبة تلطم خديها.. وإنما مذكرة تحتضن بيديها.. فهذه الكارثة تذهب بأرواح القادة.. كأنما كل القيادة جمعت في طائرة واحدة لتخسر مصر قادتها..
إن الفيلد مارشال المشير أحمد بدوي ورفاقه يستاهلون كلمة عزاء.. كما تستاهل مصر كلمة عتاب.. فإني أتحاشى كلمة التأنيب وهي تعيش مرحلة التعذيب.. عذابها الآن أن فقدت هؤلاء الرجال في لحظة واحدة، كأنما خطط لها أن تكون لتخسر مصر ساعة غالية من حياتها.. أفليس من الممكن في تلك اللحظة التي تحطمت بها الطائرة يقتل فيها قائد الجيش وأركان حربه وقادة الفروع فتكون ضربة تضرب بها من عدو.. كأنما هي فيما يكرب العربي خوفاً على مصره.. هي اللحظة أشبه ما تكون بساعة الفجر يوم 5 يونيو.. لكن وقى الله شرها؟
إن الجنرال أحمد بدوي، كان أحد قادة العبور.. توّج بمجد العبور.. فكيف أصبح اليوم يقود العبرة.. تقاد بها العبرات من الذين يخافون على مصر أن تغتال كما اغتيلت في 5 يونيه.
هل أقول غفلة من أحمد بدوي نفسه.. لا يفطن فطنة القائد.. لا يركب طائرة إلا وحده.. أو معه على الأكثر اثنان؟!
أما أن تحشد القيادة كلها لتهلك في لحظة واحدة، فما أشد جسارته في هذه الغفلة فما أشد خسارته على صفحات التاريخ!
إن مجد العبور الذي اتضحت به البسمات بعد العبوس كارثة أن تستحيل البسمات إلى دمعات أو همسات من وراء هذا الحادث الجلل!!
إن إرسال كلمة العزاء من حتم التاريخ علينا لا نعبأ بالوقت ونحتفل بالزمن تعود إلينا مصر ونعود بها إلى تضامن مشرق شعارنا الكلمة التي قالها البطل مؤسس هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن تغمده الله برحمته، فقد قالها الكلمة تسمعها أذن اللواء محمد نجيب رئيس جمهورية مصر حينذاك، وقائد الثورة جمال عبد الناصر. فقد قدما إلى الطائف يرحب بهما عبد العزيز فقال لهما: ((أنا لا يهمني من يحكم مصر سواء كان الملك فاروق أو أنتم إنما تهمني مصر)).
فمن أجل مصر أرسلها دمعة على أحمد بدوي.. ولقد أكبرت حين سمعت خبر المشيعين في الجنازة واحداً من بين المشيعين هو اللواء محمد نجيب قائد جيش.. صديقاً لنا أيام حرب فلسطين.. رئيس جمهورية.. معتزلاً في كسر بيته يخرج يعزي مصر في أحد جنودها.
إن محمد نجيب لكبير لن يخسر باستصغار الدنيا له. فإنها لصغار بين يديه الآن لا يعبأ بها.. يشبع من كرامة أخلاقه.. وما أحسن الشبع بمكارم الأخلاق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :619  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 349 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج