شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النظريات الفلسفية
ـ وأخذني هذا التقنين حدد به شاعر المهجر الذي هاجر من لبنان ثم عاد إليه هاجر من لبنان فإذا لبنان كله يفخر به، وجاء إلى لبنان وإذا لبنان أصبح فاغراً شدقيه يتأثر بالنظريات الفلسفية التي أصبحت مذهبية.
لعلّ ((ميخائيل نعيمة)) حينما كان في المهجر كان مع الفلسفة وليس ضدها، ولكنه في لبنان النافذة بكل ما فيه أطل منها ((ميخائيل نعيمة)) على الأمة العربية كلها. فلقد أصبح ضد الفلسفة. فقد قال:
((ليس من الضروري أن نموت بالنظائر المشعة، فالنظريات الفلسفية قد تقتلنا أيضاً)).
قرأت ذلك في مجلة ((إقرأ))، فوجدت ميخائيل قد حارب الفرقة بأسلوب شاعري وتقنين فلسفي. فالمأساة في العالم العربي هو أنه قد تبعثر فكراً، فتعثرت عقائده وتأثر سلوكه، فإذا هو كما قال جبران ترك الدين إلى المذهب والحقل إلى الزقاق. كأنما العربي يعيش حياة في رعاية المذاهب الفلسفية أو على الأصح في تأثيرها عليه.
لقد لمس ((ميخائيل نعيمة)) جانب الضعف، فالمأساة تكمن في تشتت الفكر العربي، عقائدي يحارب عقائدياً، طائفي يعتقل طائفياً، إقليمي يبتعد عن الأقاليم الأخرى.
لو أن أعداء العرب سلطوا عليهم النظائر المشعة القاتلة لوجدناهم في وحدة يحاربون، فوجد الغرب كما وجد اليهود أن تسليط النظريات ينال من العرب أكثر مما تناله النظائر المشعة.
إن المقارنة بين النظريات والنظائر أسلوب شاعر وفكرة فيلسوف، ولنعم الفلسفة التي تعطي علماً ومعرفة، فميخائيل نعيمة فيلسوف على هذا الخط. ولبئس الفلسفة أن يكون من عطائها التسافه.
والعرب اليوم شبعوا من عطاء الفلسفة المتسافهة والمسفهة، فهم بتأثيرها يتسافهون، فكثير منهم قد سفه نفسه.
ولقد سبق جبران خليل جبران أخاه ميخائيل نعيمة بالكلمة كأنهما قد تسابقا في ميدان واحد. فجبران قال:
((ويل لأمة كل قبيلة فيها أمة، وويل لأمة تأكل مما لا تحصد وتشرب مما لا تعصر، وتترك الدين إلى المذهب والحقل إلى الزقاق))!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :635  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 348 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.