شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أين الحمية؟!
ـ وفي الأخبار من تراثنا العربي حفظنا اسم ((الحارث بن ظالم المري)) وهو من مُرَِّة غطفان لامرة يام، كان فارساً فاتكاً اشتهر اسم سيفه، سمعت وصفه الأذن العربية عدنانية وقحطانية.
قالوا إنه اغتال سيد بني عامر خالد بن جعفر، السيد في غطفان كلها وفي مضر كلها. ثم اغتال زهير بن جذيمة سيد عبس والسيد في غطفان وقيس عيلان ومضر الحمراء. نظموا له الخرزات يتوجونه ملكاً على الحلف الأعظم، بل قد تقرب إليه النعمان بن المنذر بن ماء السماء فتزوج ابنته ((المتجردة))، اغتاله الحارث بن ظالم فهرب من العدنانية إلى القحطانية في الشام. وفي غفلة اغتاله غساني فأخذ سيف الحارث يصل إلى ((عكاظ))، ينادي من يشتري سيف الحارث بن ظالم.
واشرأبت أعناق مضر، فإذا قيس بن زهير بن جذيمة ولي الدم لأبيه زهير يسرع نحو الغساني يتناول السيف يروزه، فهو يعرف سيف ابن عمه غطفانياً مثله. فقال للغساني: كيف وصل لك هذا السيف؟ فأجاب كأنما يعطي المسرة لولي الدم قيس بن زهير يظن أن قيساً يفرح بغساني قتل ابن عمه ولو كان ابن العم قاتل أبيه. فسل السيف قيس يضرب عنق الغساني، يثأر لدم ابن عمه ولو كان ابن العم قاتل أبيه!
فمن حميته ألا يرضى بغساني يقتل ابن عمه الغطفاني، لقد نسي أن الحارث قاتل أبيه يوم أخذته الحمية المضرية العدنانية ترفض قحطانياً يقتل مضرياً. وأصبح السيف سيف ابن ظالم سلباً لقيس.
إن سيف ابن ظالم قد أثنى عليه جرير حين هجا الفرزدق، فقال:
بسيف أبي رغوان سيف مجاشع
ضربت ولم تضرب بسيف ابن ظالم
كانت أيام اشتعلت فيها نار الحمية فإذا هي بالإِسلام يسطع فيها نور الحماية، فأين هي الآن؟!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :609  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 345 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج