شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فتنة الناس
ـ وأريد أن أكايد الذين يتنطعون، يعيبون عليّ إعادة ما كتبت من صور مازال الدافع إليها يتجسّد أكثر وأكثر، فحين كتبتها كنت مغيظاً من بعض الحال، واليوم أعيدها وأنا المغيظ من كل الأحوال!
أعيد ذلك لا عن جفاف، ولا عن نضوب، وإنما هو احتيال المغلوب من واقع ما أكثر العيب فيه.
كنت في القاهرة، أنزل في فندق ((غراند أوتيل))، وفي ركن صالة الضيوف أو النزلاء المطلة على الشارع أجلس أنتظر بعض الأصدقاء، عربيين سعوديين، وأقبل رجل طوال يشرق بياضه يلتحف بعباءة سوداء ويعتم بعمامة سوداء، فتخيلته فارسياً أو عراقياً، وأيقنت أنه شيعي، حتى إذا وصل إلى الركن لم يبدأنا بالسلام، وجلس يبسط أوراقه أمامه، فأغاظني الشيخ المسلم أن لا يقرئنا السلام، فقمت وبنظرة خاطفة نظرت إلى الورق أمامه وقرأت اسمه ((رضا الشعبيبي)).
مشيت قليلاً إلى الاستعلامات ورجعت حتى إذا جلست قلت له:
أنت؟!
فتنة الناس وُقينا الفتنا
باطل الحمد ومكذوب الثنا
فتهلل يجيب:
نعم.
وسأل.. من أين.. من أنت؟!
ولكي أحرك مشاعره قلت له:
أنا من أبناء المدينة المنورة، عربي سعودي:
وسكت ثم سألته:
ما بالك قد أقبلت لم تقرئنا السلام؟ ألسنا في الإِسلام أخوة، أولسنا في العروبة قوماً؟ أوليست ((النجف)) على رمال نجد؟!
قال: لقد شغلت فمعذرة.
ثم قلت له: ما بال الحملة تشتد على نوري السعيد.
قال: ((لقد ملّه المال))!
قلت: رجعت بنا إلى قديم، فقد قالوها للذين قادهم عمر بالعدل لقد ملّه الناس!
قال: وهل يكون الخير فينا إلا إذا احترمنا القديم، ولم نجف الخير من الجديد؟
ثم نهض يذهب إلى مجمع اللغة، وما أحسبه إلا من عقلاء الرجال يرحمه الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :663  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 342 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج