الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

تمتع بكفرك قليلاً

ـ لا تزال الأصداء تتردد في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.. ضد تجاوزات القذافي وإسفافه.. حتى إن بعض العرب أخذ ينادي بطرده من الهيئات والمنظمات لعزله.

الأستاذ محمد حسين زيدان.. يقول رأيه في واقع القذافي.. وأساليب التعامل معه.. وما هو مطلوب من العرب تجاهه؟

ولعلّي أشكر القذافي.. حين وقف هذه المواقف ضد أمته العربية!! فقد أعلن أنه المرفوض من الرأي الإِنساني كله إلا أقلية.. تريد أن تمتصه مرتين.. تسلبه مال شعبه ثم تسلبه قيمته أما القيم التي يرتفع بها زعيم.. فقد أهدرها هو نفسه.. فحين أعلن السباب.. فتح عيون العرب على أنه ((نكسة)) في تاريخ العرب المعاصر فكأنما هو حين بدأ السباب قد عرض نفسه في ((حلبة الانتخاب)) يدعو العرب أولاً.. وكل الناس ثانياً.. ليدلوا بأصواتهم يحسب أن الناس معه.. فإذا هو الساقط في الانتخاب.

أما الذين أعطيت لهم كل الأصوات فهم ((أقيالنا)).. ((عواهلنا)).. ((ملوكنا)).. ((أمراؤنا)).. هم الذين نجحوا في الانتخاب.. ولقد اتضح أنك تريد أن تذكر فقط كأنما معلمك.. هذا الشيطان إبليس قد أرشدك.. إلى أن اللعن فيه الإِشادة بالذكر.. فإبليس اللعين.. يتنفج.. يفرح حين يذكر باللعن.. فإذا ما سمع إبليس لعنة الله عليه ((اللَّهم ألعن الشيطان.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)) يصرخ بالفخار.. يقول أنا موجود.. وهكذا أنت.. تلميذ من أوائل الطلبة في.. ((جامعة الشيطان)).. فـ ((تمتع بكفرك قليلاً)).. لكن السؤال يطرح لا عاتباً ولا غاضباً.. وإنما هو أليس بعض أصدقائك من العرب حين سكتوا عنك.. أصبحوا في نطاق المسؤولية عن كل ما اقترفت؟.. لا نريد من هؤلاء العرب - وهم القلة - أن يكونوا معنا عليك وإنما نريد من بقية ما لديهم من الخلق الكريم.. أن لا يتجافوا عن الخلق الكريم.. نريد منهم أن ينصحوك.. فمن دواعي الرحمة لك منهم.. أن ينصروك بالنصح.. أن يرحموك بالموعظة الحسنة.. لكن أغلب الظن أنهم غير قادرين.. لا من عجزهم خوفاً منك.. وإنما من هذا التعجيز الذي يملي عليهم من غير العرب - وما يوم حليمة بسر - لا أدري كيف يرضى تلميذ الإِمام مسلم إن كانت الكعبة في ليبيا!! أن يقترح ليكون الحج مرتين في العام.. أن يتلاعب القذافي - هريفه منه - بلفظ من القرآن.. فقد سكتنا عنه طويلاً.. نعظ أنفسنا بأنه الحلم.. ولكن حان الوقت لننشد قول الشاعر:

ولا خير في حلم إذا لم تكن له

بوادر تحمي صفوه أن يكدرا

ثم هل أقول.. أتركوه لا تلعنوه.. حتى لو لعنتموه إنه يفرح باللعن.. كما يفرح إبليس.. إن الداء يكمن إذا ما تسلط صعلوك فحينما يتسلطن ((الصعلوك)).. تضيع مكارم الأخلاق.. وما أحسن هذا البيت قاله تونسي:

إني لأبرأ من زعامة جاهل..

تبجيله تفنى به الأخلاق

وما أحسن أن يسمع القذافي ومن إليه هذا البيت ((لفؤاد الخطيب)):

ظلموا وما علموا بأن وراءهم شعباً.. وإن الله بالمرصاد.