شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشرق
ـ لا أدري ما هي العقدة التي رسخت الجفوة للشرق فأعربت عنها أسطورة يمنية، أو بعبارة أدق مثل يمني.
فأهلنا في اليمن - وكل العرب أهلنا - لديهم هذا المثل: ((إذا جاك قرص من المشرق لَقُّهْ فِهْر)).
ومعنى ذلك لو كنت جائعاً في حاجة إلى رغيف وأقبل عليك هذا الرغيف من المشرق فأبعده عنك.. أطرده بحجر لئلا يصل إليك. فما سبب هذا المثل؟
أحسب أن الإِجابة تأتي من استقراء التاريخ واستنباط التاريخ. فالريح الصرصر العاتية أهلكت قوم عاد، وأفرغت الربع الخالي من ساكنه، وزفيف الرمال، كل ذلك كان من المشرق. وانحسار العروبة التي أشرق بها ذو القرنين ((المصعب بن الحارث))، فقد وصل إلى مطلع الشمس، فإذا الشرق يطرد العروبة، وجائحة قمبيز حتى احتل مصر وهو فارسي، وبطشة رستم ذي الأكتاف يدمر ملك الضيزن. يهلك عبيدة وطياً وبقية من قحطان.
كل هذا تحمل اليمن مشقاته، وكان ذلك قبل الإِسلام. وبعد الإِسلام انحسرت العروبة من المشرق يوم سقط العرب صرعى خلافاتهم. وجاءت موجة التتار فإذا المثل اليمني عقدة جاهلية أصبحت تعقيداً اجتماعياً بين العرب والقاصي والداني في المشرق.
وحفظنا مثلاً جديداً تعرفه العامة.. ((غرّب سنة ولا تشرّق يوم!)). فلعلّ فقه التاريخ يهدينا إلى التحقيق أول ما يكون بالاستقراء، وأدق ما يكون بالدراية والاستنباط. لكن انحسار العروبة من المشرق قد أبقى على تأثيرها بنشر الإِسلام في هذا المشرق.. فلئن ابتعدوا عن العرب قوميين فهم لن يبتعدوا عن لغة العرب.. لغة القرآن وهم المسلمون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :676  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 336 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج