شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سخاروف..
ـ ولسنا ضد الغرب سواء أكان أمريكياً أو من عمل البرلمان الأوروبي، في دفاعه عن ((سخاروف)) ذلك الروسي الذي أصبح يسارياً ضد اليسار الروسي..
إن ((سخاروف)) استوحش أن أسميه المنشق، وإنما هو إعلان المعارضة لأباطرة الكرملين يضعهم في موضع اليمين، ويضع نفسه في موضع اليسار. فاليسار أصبحت كلمة متسعة فضفاضة، لا ينحصر إطلاقها على الماركسية أو الاشتراكية، بل إنها تعني المعارضة على أي صورة.
فالحزب الديمقراطي في أمريكا يسار، وحزب العمال في بريطانيا يسار، والذين يشبهونهم أيضاً هم يسار..
أقول.. لسنا ضد الغرب في عاطفته نحو ((سخاروف)) يشدد الحملة على إمبراطورية الكرملين، يطلب إطلاق سراحه، يبيحون له الهجرة. ولكن هذه المعية تبعاً للغرب في هذه العاطفة نحو ((سخاروف)) تسقط سقوطاً من أنفسنا.. لا نتجافى مع الرحمة لأحد، وإنما نسأل.. أليس في فلسطين ألوف من أمثال ((سخاروف))؟ أليس في لبنان من القتلى في صبرا وشاتيلا ((سخاروف))؟
والعذاب المسلط على الإفريقيين أليست لهم حرمة الإنسان ((سخاروف))؟
إسرائيل تقتل الألوف، وليس الواحد منهم أقل قيمة في إنسانيته من ((سخاروف)) فالعاطفة على واحد والقسوة على الألوف ازدواجية في السلوك، ولا أحسبها حملة سياسية على الاتحاد السوفياتي وإن استغلتها السياسة.. وإنما هي ازدواجية العاطفة الغربية..
ينقذون قطاً أو كلباً، لا يرضون أن يمس الكلب أو القط بأي أذى.. فلو أن قطاً وجدوه مريضاً في الشارع لَوْلَولَوْا يصرخون يحملونه إلى الطبيب، وفي الوقت نفسه لو وجدوا إفريقياً أو آسيوياً يشرف على الهلاك في الشارع لما التفتوا يغيثونه، وإن ذهبوا به إلى الطبيب فإنهم لن يدفعوا أجر الطبيب.. بينما القط والكلب يعالج مجاناً أو يدفع حامله أجر الطبيب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 287 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.