شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
انتصار السيدة تاتشر
ـ والسيدة تاتشر ليس بدعاً أن أصبحت الرئيس لمجلس الوزراء البريطاني - ولعلّ الصراحة التي عرفت عليها وبها هي التي أهلتها لأن تكون الرئيس لحزب المحافظين.
ولو طرح سؤال قبل معركة فوكلاند عن فوزها في الانتخابات المقبلة لكان الرأي السائد عند أي معلّق أن حزب المحافظين لن يفوز في الانتخابات فقد يفوز حزب العمال إذا ما طرحوا المشاكل الداخلية في بريطانيا وعلاقاتها بالسوق الأوروبية المشتركة وأن انتصار السيدة تاتشر في معركة فوكلاند، هو الورقة الرابحة التي أمسكت بها تقرر إجراء الانتخابات قبل موعدها.
فقد تغلب انتصارها في فوكلاند على كل ما لدى حزب العمال من عوامل النصر.. ذلك أن الشعب البريطاني قد ألف الانتصار حتى الأعداء الذين انتصروا للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
وحين تبدلت الأحداث بهم وعليهم فضاعت الإمبراطورية وتقلصت بريطانيا العظمى، لتعود إلى حجم الجزيرتين أخذ الشعب البريطاني يفتش عن نصر جديد.. أعني عن زعيم جديد.. يرى فيه صورة الملكة فكتوريا، وقبلها الملكة اليزابيث، وولي بت، ودزرائيلي، ولويد جورج، وتشرشل.
فهؤلاء لا يزال تأثيرهم على الشعب البريطاني كبيراً. وحين فازت السيدة تاتشر برئاسة الوزارة ورئاسة حزب المحافظين وانتصرت في فوكلاند وجد الشعب البريطاني فيها صورة الزعماء الذين انتصروا.
كما أن انتصارها في فوكلاند عملية أشعلت العاطفة البريطانية لحساب بريطانيا ولحساب السيدة تاتشر.
من هنا تحدثت مع أصدقائي أقول لهم حين أطرح ما كتبت آنفاً أن السيدة تاتشر هي التي ستفوز.. فالشعوب ذات الماضي إذا ما تلاحقت عليها هزائم الحاضر، تطلب أن تجد الزعيم الذي ينتصر للماضي لأن الماضي أشد إلحاحاً عليها لصون الحاضر وفوز المستقبل.. ولقد وجد الشعب البريطاني في السيدة تاتشر صورة الإنسان الذي انتصر للماضي.. وجلب العزة في الحاضر ولكن ماذا يأمل الشعب البريطاني في المستقبل.. ذلك مرهون بالحدث الكبير تقع فيه الإِنسانية بهذا الصراع بين إمبراطورية الكرملين وإمبراطورية البيت الأبيض.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :787  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 286 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .