شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما هو الإرهاب؟
ـ .. وما نسينا أن نهنئ الولايات المتحدة بعيد الاستقلال.. فإن الشعب الأمريكي - بصرف النظر عما تفعله الإدارة.. يستاهل التهنئة..
شعب قد بنى إمبراطورية عظيمة، فالرواد الأوائل وجدوا أرضاً لم تبخل بالعطاء.. وسماء ماشحت بالغيث.. فلم ينم إنسان في هذا الشعب عن أن يبني هذه الإمبراطورية.
ولقد كانت مثالية، يرغب كثير من الشعوب أن تنعقد بينه وبين الشعب الأمريكي صداقة حتى إن كثيراً من شعوب أفريقيا وآسيا أيام فرض الانتداب يرجحون لو كانت الدولة المنتدبة الولايات المتحدة لأن سمعتها السابقة أعطت لها هذه الثقة..
إن الاستقلال ما كان المطلب الأول لواشنطن ورفاقه الأثني عشر.. كان المطلب هو الحرية.. لا يريدون فك الارتباط بالدولة الأم.. بريطانيا العظمى.. ولكن يهودياً مفكراً.. صاحب ((الحصافة)) توماس بين، ذلك الذي اتبعوا نصيحته ثم حين مات لم يمنحوه قبراً يدفن فيه..
تلك كانت علاقتهم مع اليهود.
لقد وجه ((جيفرسون)) أحد الرفاق لواشنطن إلى طلب الاستقلال للحرية.. لأنه لا حرية بلا استقلال..
ولم يتحقق الاستقلال إلا بالحرب.. بالثورة التي تمارسها اليوم منظمة التحرير الفلسطينية.. لكن هناك فارقاً لدى إمبراطورية البيت الأبيض.. ألا وهو: المجد لواشنطن ورفاقه.. فلم يسموا في التاريخ ((إرهابيين)).. بينما الإدارة الأمريكية تنظر إلى المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن أرضها وعرضها.. نظرتها إلى أنهم إرهابيون.. مع أن رفاق واشنطن مارسوا الإرهاب ضد بريطانيا.. أفلم يكن التدمير الذي دمروا به بعض سفن بريطانيا في بوسطن.. كان إرهاباً.. كما هو في عرف هذه الأيام؟! بينما هو في التاريخ الأميركي كان فدائية.. وثورة يحقق بهما الاستقلال..
إن التهنئة للشعب الأمريكي لا تزف بالطبل والزمر.. بل بتحميص الموقف.. ليعرف الشعب الأمريكي أن شعب فلسطين قد ذاق الإرهاب والظلم والإرهاب والتشريد واستعمار الأرض بما تصنعه الولايات المتحدة الآن..
فكيف يستطيع شعب حقق بالثورة وبالمثالية.. استقلال أرضه حتى كوّن هذه الإمبراطورية العظمى أن يساعد إسرائيل على أن يكون وجه الولايات المتحدة.. الوجه القبيح في الشرق..
إن تاريخ الولايات المتحدة قد ابيض به وجه واشنطن ورفاقه.. ولكن تاريخهم الآن قد لطخه اليهود حين بسطوا سلطانهم على الإدارة الأمريكية.. لطخوه بالسواد..
أنا لست عدواً تاريخياً للولايات المتحدة الأمريكية وليست الولايات المتحدة العدو التاريخي للعرب.. ولكنها بدأت الآن.. تخطو الخطوة الأولى نحو ترسيخ العداوة التاريخية.
وقد لا يكون هذا صعباً على الولايات المتحدة الأمريكية الآن.. ولكن لن يكون سهلاً بعد الآن..
ولا زلت مع هذا التوضيح أهنئ شعب الولايات المتحدة الأمريكية أمارس سلوك ((الشيفاليه)) فالعربي كان فارساً في كل حروبه.. تعلم الغرب سلوك الشيفاليه من صلاح الدين هكذا قال تاريخ أوروبا.. فالعرب لم يكسبوا الحرب الصليبية إلا بقاءها الآن.. ولكن الصليبيين ما بنوا حضارة أوروبا إلا على أساس من الحضارة الوسيط التي هي حضارة العرب والإِسلام.
إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية فيه كل الحقوق لمعلمي الحضارة ولأصدقاء الولايات المتحدة الذين لا ينكر الشعب الأمريكي أنهم قد أمدوه بعون كثير..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :650  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 281 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.