شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
موقف
ـ وحين أذيع الخبر عن زيارة وزير خارجية بريطانيا فرانسيس بيم إلى المملكة وإلى بعض دول التعاون في الخليج انتظرت آذان واحتبست ألسنة، فالآذان تريد أن تسمع رد الفعل فعلاً، والألسنة تمنت أن يكون رد الفعل انفعالاً. ولكن المملكة العربية السعودية أعطت الآذان ما ترغب ومنعت الألسنة أن ترغب. فطلبت من حكومة بريطانيا تأجيل زيارة وزير خارجيتها من قبيل المعاملة بالمثل، رفضت بريطانيا أن تستقبل ممثل منظمة التحرير في اللجنة السباعية تحسب كل الحساب لغضب إسرائيل، تخشى كل الخشية غضب اليهود البريطانيين، تحترم كل الاحترام أن تحذو حذو الولايات المتحدة. أما العرب فأصدقاء قدامى قد يتسامحون أو يتغافلون. ولكن رد الفعل جاء دون رغبة بريطانيا يحفظ للعربي قيمته.
وأريد أن أطرح سؤالاً: فهل أراد فرانسيس بيم بأن يوقت للزيارة هذا التوقيت، ويوافق رفض بريطانيا لتعطيل عمل اللجنة السباعية، على أساس من حسن الظن أو سوء الظن في العرب، لا يفعلون شيئاً يغضب بريطانيا؟ أم أراد أن يدق إسفيناً في العالم العربي في ما لو قبلت المملكة العربية السعودية ومن إليها هذه الزيارة على طريقة ((فرق تسد)) الأسلوب البريطاني العتيق، يحرج منظمة التحرير، تنطلق ألسنة سبابة تسب الذين قبلوا الزيارة. كل ذلك لا نستبعده على الأسلوب البريطاني، أم أن الحكومة البريطانية - أعني حكومة المحافظين - أرادت بما فعلت مع اللجنة السباعية أن ترضي اليهود الأعضاء في حزب المحافظين، وأن تستجلب رضا اليهود الأعضاء في حزب العمال، فلعلّ كل اليهود البريطانيين من كل الأحزاب يضمرون العون لحكومة المحافظين تفوز في الانتخابات.
كل ذلك قد يكون طبقاً لأسلوب بريطانيا العتيق.
ثم إن بريطانيا التي أعطت وعد بلفور يجب أن تسيء الظن بها لأنها حريصة على المحافظة على الوعد إذا كان لليهود، بينما هي لم تكن حريصة على الوفاء بأي وعد للعرب.
كم مزقت الوعود وخالفت العهود.
إن رد الفعل أصابت به المملكة العربية السعودية ومن إليها مقتلاً للسياسة البريطانية، فصعب على العنجهية البريطانية أن ترد أو تؤجل زيارة وزير خارجيتها.
وجاءت زيارة أعضاء صندوق النقد الدولي برئاسة وزير مالية بريطانيا، فخفت من ذلك أن يكون لزيارة وزير مالية بريطانيا ما يشبه الحفاظ على إرضاء بريطانيا، تؤجل زيارة وزير الخارجية وتقبل زيارة وزير المالية. فإذا الخبر من بريطانيا نفسها يسلب هذه الزيارة كل صلة بالحكومة البريطانية ويؤكد أن زيارة وزير ماليتها ما هي إلا لأنه يمثل صندوق النقد الدولي، ولا شأن له بصفته وزير مالية بريطانيا.
إن هذا كله اعتبار وافر القيمة يعطي القيم العربية وزنها الثقيل.. وزن المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :630  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 273 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج