فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الغضب لا يفيد! ـ وكم من مرة رغبت كما رغب الأكثرون ألا نأخذ الأمور بالغضب. نغضب أياماً.. نمارس بالغضب رد الفعل، بينما كل الفعل مع إسرائيل، أو منها. ضمت القدس فغضبنا ولا شيء بعد ذلك، وضمت الجولان فغضب الأكثرون وتحول الأقلون إلى ناحية أخرى، لا تصنع شيئاً للجولان وإنما هي ((تزيد الطين بلة)) تبادلت زائير مع إسرائيل التمثيل السياسي وتبعتها كوستاريكا مع أن ذلك لا يضعف موقف العرب إلا إذا مارسوا الغضب ويعطي القوة لإسرائيل لأنها قد أعلنت بذلك أنها تستطيع أن تفعل، ترد الذين ناصروا العرب عليها ليكونوا في موضع الصديق لها كما هم في موضع الخصم للعرب، كأنما كل ما تريده إسرائيل هو إشعال الغضب والتكثير من الذين نغضب عليهم، مع أن الواقع العربي هو الذي يدعو إلى الغضب أكثر. إن ما يصنعه العرب بأنفسهم إعطاء القوة لإسرائيل. فماذا يهم من كوستاريكا؟ لن تستفيد منها إسرائيل أي فائدة إلا إعلان خصومة العرب لها. إن كوستاريكا قد فعلت من قبل كدولة لا حضارة لها مثل تلك الدول القليلة، أكثريتها حديثة عهد بكيان، لا حضارة لها، ولا قوة لها، إلا قوة الصوت المستغل في هيئة الأمم. فالدول التي صوتت مع إسرائيل تكون منها دولة لم تقاطعها، بعضها في نطاق الصداقة، فلماذا الغضب من كوستاريكا؟ وستتبع كوستاريكا دول أخرى تعيد سفارتها إلى القدس.. سيغضبنا ذلك طبعاً، ولكن احتلال إسرائيل لن يرسخه في الأرض وجود السفارات في القدس، وإنما كل الترسيخ له من أن إسرائيل تملك المدد من الإمبراطوريتين، إمبراطورية الكرملين بالمهجرين من اليهود أو هم المتهودون، تغسل أدمغتهم، ليكثر سواد إسرائيل ولتكون لها قوة من البشر هي القوة الحقيقة. وهذا هو العون الأقوى، ومع ذلك ما زال بعضنا يرى أن الاتحاد السوفياتي هو المعين للعرب. والمدد الآخر من الغرب كله سكوت عن جرائمها وسلاح يمكنها من أن تفعل هذه الجرائم. إن الغضب لا يفيد، ولكنه ((أعني المفيد)) شيء آخر، لعلّه سيكون بعد.
طباعة تعليق  القراءات :595  التعليقات :0
صفحة 272 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج