فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
تفريغ الأرض ـ حينما ينظر أي معلق.. يدقق النظر فلا يجد إلا أن الأرض التي وضع الاتحاد السوفياتي فيها قدمه معيناً كفيتنام.. محتلاً كالأفغان.. حليفاً لمنجستو لما يصنع في إريتريا فلا يجد إلا أن السياسة المرسومة في بسط سلطانه على الأرض والإِنسان إلا أن تفرغ الأرض من إنسانها. إن طغيان الولايات المتحدة على فيتنام اجتمع الإِنسان الفيتنامي كله يقاوم الحرب بالحرب حتى انتصر الفيتنامي وحتى أحدث الهزة في شعب الولايات المتحدة.. لكن الاتحاد السوفياتي وقد امتلأت يده بالمتمذهبين بالشيوعية قد أخذ يطرد الذين لم يسقطوا في هوة المذهب.. أفرغ الأرض من الإِنسان كما أفرغ جيب الفيتنامي من الذهب.. يبيع لأصدقائه السلاح بالذهب المسلوب من الهاربين.. وقد احتل الأفغان لم يحتل الأرض كلها وإنما احتل أعوانه، فإذا هو لا يستعمل القوة التي يملكها.. وإنما فرض بسياسته أن يطول أمد الحرب في الأفغان، فالمجاهدون يحاربون ولكن كثيراً من الشعب الأفغاني قد أفرغ الأرض. إنه يريد أن يحتل الأرض بدون ساكن إلا من سكن لطاعته وقد فعل ذلك في التركستان وهو يفعله الآن مع الشعب الأريتري.. كما أن اليهود إسرائيل علموا الروس أو تعلموا منهم سياسة تفريغ الأرض.. ما أشد ما يضطهدون الشعب الفلسطيني للكثير الهاربين اللاجئين.. بل إنهم يمهدون الطريق بالإغراء.. ولعلّ بولندا سائرة في هذا الطريق.. إفراغ الأرض من إنسانها.. ولعلّ من يصادقون الاتحاد السوفياتي هنا.. أو هناك قد بدأوا يمارسون الضغط حتى تفرغ الأرض من ساكنها. إن هذه السياسة التي طغت على الإنسان ليفر من أرضه هي أقسى أنواع الاستعمار.. ثم نجد بعض أنصار الاتحاد السوفياتي يضعونه في قمة الدول المحبة للسلام ويذيعون أن الاتحاد السوفياتي ليس إمبريالية وهكذا أصبحت الدنيا لا تتسع إلا للطغاة وللهاربين.. فالهاربون وإن اتسع لهم سبيل الهرب فإن الدنيا كلها تضيق بهم لأن ما اتسع من الأرض ما زال خاضعاً لنفوذ الإمبراطوريتين.
طباعة تعليق  القراءات :580  التعليقات :0
صفحة 271 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج