شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وحدة الهدف أم وحدة الأشكال
ـ في القرية الجميلة.. أو هي الضاحية على بحيرة.. كونستانس.. في شمال سويسرا. وفي فندق ((ميتربول)) دعونا إلى مائدة العشاء رجلاً سويسرياً وجرى الحديث.. وهو لن يكون إلا بمشاعر الناس اليوم.. أو عن مشاعرهم فأصبحت الحياة كرباً في كل مكان..
قلت له: إذا قامت جماعة تدافع عن وطنها تسمونهم الأرهابيين.. بينما الدولتان الأعظم وامتلاك الدول النووية خمسين ألف قنبلة ذرية.. والأخبار تتواتر عن أسلحة جديدة متطورة هي الإرهاب.. أو هما الدولتان الأعظم.. يصنعان الإرهاب كتجار أسلحة!! وتحقيقاً لمناطق النفوذ..
فالإرهاب الصحيح صنعته أوروبا وأمريكا في حربين عامتين، ويخشى الإِنسان بكل الخوف أن تكون الحرب الثالثة..
ثم قالت له: انظر إلى أوروبا كلها فهم مسيحيون ديناً لكنهم أعجزوا المسيحية أن تجمع كلمتهم.. فكل الحروب التي كانت بينهم إقليمية وطنية.. يتطلبون لحساب الوطن والأقليم التوسع والاستعمار.. فلم يجمعهم الدين ولكن أنتم في سويسرا لم يكن وازع الدين هو صانع الاتحاد شعوب مختلفة الجنسيات والعنصريات ((جرمن)) ((فرنسيين)) ((إيطاليين)) هم لو بقوا في أرضهم الأولى.. لكانوا طعام الحرب.. ولكن الوطنية والأقليمية في سويسرا قد صنعت الاتحاد ووحدت هذه الشعوب في دولة واحدة.. فلم يقل الحاكم في ((بيرن)) رئيس الجمهورية.. لمن يتكلم الإفرنسية لا تتكلمها.. فهم في جنيف يتكلمون اللغة الإفرنسية.. وفي بيرن وشمالها يتكلمون الألمانية.. ولم يقل لمن يتكلم الإيطالية لا تتكلم الإيطالية..
فالوطنية والإقليمية التي أشعلت الحرب في أوروبا هي التي أنارت السلام في سويسرا دولة محايدة.. مؤتمرات السلام تعقد فيها..
تلك عجيبة فات على الاتحاديين في تركيا أن يتخذوا من سويسرا نموذجاً فلا يجتمعون على إنسان الخلافة العثمانية أن يكون طورانياً يتكلم اللغة التركية.. فكان أول مسمار في نعش الإمبراطورية العثمانية هي الأمر بالتتريك كل المدارس لا تعلم طلابها إلا بالتركية..
وقال السويسري: نحن كما ذكرت.. غير أن الماضي كان صعباً.. بذلت فيه الدماء حتى تم هذا الانتماء..
وعندها تذكرت قول المتنبي:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :585  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 267 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج