شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حقوق الإنسان
ـ وقامت الدنيا وقعدت في يوم جعلوه يوم حقوق الإِنسان، فإذا ألسنة أمريكية وأوروبية تتباكى بدموع الكلام على الإنسان الذي أهدر حقه في بولندا، فأعدوا البرامج الإِذاعية وسخروا التلفاز وامتلأت الصحف تعلن الحرب على الذين أهدروا حق الإِنسان في بولندا وغيرها.
لا أدري كيف يظنون أن هذا ينطلي على الإِنسان، أن الَّذين هتفوا معهم بتلقائية الغوغاء سيستفيقون في لحظة ثانية يحدثون أنفسهم بأن هذا تزييف، فأين منهم حق الإِنسان في أفغانستان؟ وأين منهم حق الإِنسان في فيتنام، وفي جرينادا؟ ثم أين منهم حق الإِنسان في جنوب أفريقيا وناميبيا وأنجولا؟
لقد أهملوا ذلك!
أما حق الإِنسان الفلسطيني فقد تعمدوا أن يهدروه، تسلطوا أن يبيحوه، ففي اللحظة والوقت الذي تباكوا على حقوق الإِنسان في بولندا أبكوا أماً قتلوا ابنتها عائشة، طفلة إنسانة، لكنها فلسطينية كان حلالاً لليهود أن يقتلوها برصاصة أمريكية، وبابتسامة إنجليزية، وبإغماضة روسية، وبتصفيق اليهودية العالمية.
إن قتل الطفلة عائشة عند اليهود هو قتل لأم يخشون أن تلد أبطالاً، لهذا يفرحون بقتل عائشة، إنها البرناوية فاطمة، إنها جميلة بوحريد، إنها من أولئك البنات اللاتي وضعوا لهن السموم ترهق الأعصاب.
حقوق الإِنسان كذبة التاريخ في هذا العصر حرام أن يُهدر حق الإِنسان في بولندا، وحلال أن تُقتل عائشة، وما عائشة إلا كل أم فلسطينية.. كل بنت فلسطينية.. بل كل بنت عربية.
لقد قلت الحيلة فلا حول ولا قوة إلا بالله، فاللَّهم وأنت القاهر فوق عبادك أن تسلط على هؤلاء الظالمين من عظيم قدرتك زلزالاً وأعصاراً ودمدمة وحجارة من سجيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :644  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 266 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.