شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ألم يكن ذلك طغياناً؟!
ـ رئيسة وزراء بريطانيا السيدة مرغريت تاتشر في آخر الكلمات التي قالتها في البرلمان عن المفاوضات والحرب من أجل فولكلاند بينها وبين الأرجنتين هذه العبارة: ((لا يمكن لبريطانيا أن تسمح للعدوان أن يجني ثمرات عدوانه..)) إن هذه العبارة قد أكون ترجمتها عن الترجمة العربية وبهذه الصورة، ولا أحسبني قد تخطيت معناها.
إن بريطانيا لا تسمح للعدوان أن ينال من كرامتها وأن يحتل أرضاً بسطت سلطانها عليها، فهذا من حقها ولكن السؤال أطرحه، كيف سمحت بريطانيا بعدوانها هي أن ينال الثمرات، ليس بالاستعمار، وقد انتهى، وإنما وعد بلفور؟ ألم يكن إعطاء هذا الوعد طغياناً؟ وكيف سمحت بريطانيا أن تتحمل عدوان اليهود في فلسطين عليها جلداً لضباط جيشها وقتلاً لوزيرها (لورد موين) وقتلاً للوسيط الدولي (برنادوت)؟ وكيف سمحت بريطانيا بأن تصب العدوان على مصر من أجل تأميم القناة، تستعين بفرنسا وتعين إسرائيل؟ وكيف سمحت بريطانيا بالعدوان على مناطق أخرى في جزيرة العرب؟ إن الإجابة عن كل ذلك جاءت في كلمة لجواهر نهرو وفي رسائله لابنته أنديرا غاندي، قال نهرو: ((إن الشعب البريطاني يتمتع بكل الحرية والديمقراطية، ولكن ذلك أعني الحرية والديمقراطية لا تمر عبر قناة السويس))، كأن قناة السويس الحد الفاصل بين الرفض للعدوان وبين التعامل مع الشعوب في آسيا وأفريقيا بالعدوان من هنا كان تأميم القناة فرصة صفق لها نهرو وكرشنامينون، لأن استقلال الهند كان الصدمة الأولى أسقطت الطغيان ونزعت الجوهرة التي يسطع شعاعها تاجاً على الإمبراطورية فجاء تأميم القناة في رأي نهرو وعواطفه وحماسة كرشنامينون ضربة أخرى أذلت الطغيان.
إن رئيسة مجلس الوزراء في بريطانيا لا تلام حينما ترفض الطغيان عليها.. ونريد منها وهي الآن تذوق المرارة أن تتخفف من عقدة الذنب ((وعد بلفور)) فتكون هي الرائدة والقائدة لحكومات السوق المشتركة تحزم أمرهم يمارسون الضغط على طغيان إسرائيل فإنهم في مكان من القوة إذا ما فرضوا الموقف الحازم على الولايات المتحدة أن يردوا طغيان إسرائيل.
إن أوروبا كلها، وبريطانيا في المقدمة مسؤولة أمام إنسانية الإِنسان وتاريخ الإِنسان عما فعلته إسرائيل.
ومرة ثانية، أليس في عقد هؤلاء المندوبين عن مجلس البرلمان الأوروبي في القدس طغياناً على العرب على مجلس الأمن وكل ذلك في سبيل أن يرضى اليهود لو تحركت أوروبا قليلاً وبريطانيا أكثر توقظ ضمير الإِنسان لأمكنهم أن ينقذوا أنفسهم من خطر ماثل يدمر مصالحهم في الشرق الأدنى تخوي مصانعهم حتى يجدوا البديل ومتى سيجدون البديل، إن أزمة فولكلاند دليل على الجهل بما سيقع، فإن الاتحاد السوفياتي كان يعلم عن هذا كله قبل أن تعرفه الولايات المتحدة وقبل أن تعلم به بريطانيا فالأرجنتين ما أقدمت على ذلك إلا ومعها صاروخ أغرق المدمرة البريطانية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :590  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 265 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.