شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة المحتفى به سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز
ثم تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان حديثاً مليئاً بالحب وفياضاً بالشكر لكل من شاركه فرحته بالإِنجاز العلمي الكبير الذي حققه لبلده وأمته، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
- في الواقع مثل ما كانت رحلتي في الفضاء مفاجأة لي كانت هذه الكلمة مفاجأة أخرى.. سبقني في رحلات الفضاء رواد أقدر، كانوا أقدر بكثير مني وأقدم وربما في كثير من الأحيان أنسب لمهمتهم، وأرى نفس المثل ينطبق هذه الليلة في مجال الحديث أيضاً، فقد سبقني رواد أقدم وأقدر على التعبير مني. ربما يستغرب البعض منكم لو قلت إني شخصياً كانت لي أمنية بلقاء بعض هؤلاء الرواد، وتحققت هذه الليلة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل علاقتي الشخصية الأخوية الوطيدة منذ سنين مع أخي وصديقي الأخ عبد المقصود، اليوم وبعد سنين طويلة، سيظل أخاً أكبر ولا أقول والداً.. كان هذا يزعجه في كثير من الأحيان.
- عبد المقصود كانت دعوته سابقة منذ فترة طويلة.. منذ سنة تقريباً. وظلت هذه الدعوة تؤجل لطلب مني، لمعرفتي بأنه في مكان الأخ الأكبر. وأعدّ نفسي بقدومي إلى منزله ولقائكم ليس فقط في الواقع تكريماً لي لكن أعدّه فرصة للقائكم، وتكريماً لنا جميعاً.
- أحببت أن أوضح نقطة ترددت هذه الليلة وهي التركيز عليَّ شخصياً في مجال الرحلة التي تمت قبل عام ونصف، وأحببت أن أوضح أهم شيء حصل، ربما يخفى على البعض..
- الواقع أن رحلة الفضاء الأولى مع تواضعها كانت رحلتنا جميعاً، وأنا وأنتم تشعرون بهذا الشيء اليوم.. الإِخوة المتحدثون ذكر كل منهم مشاعر، فمنهم من ذكر مشاعر الأمهات ومنهم من عرج على مشاعر الأبناء ومشاعر الشباب، في حين كانت هذه الرحلة أكبر تجسيد لعمل جماعي ولا أقول سعودي فقط ولكن عربي أيضاً تم بنجاح وبصمت في البداية على كل حال، حتى جاءت الصحافة وتدخلت في الموضوع.. في الواقع عملنا كمجموعة كبيرة جداً تألفت من أكثر من خمسين شخصاً كل واحد منهم على انفراد يستحق أكثر بكثير مما حصل عليه، ولو كان بيدي أنا أن آخذ الكثير من المديح الذي حصلت عليه - ولا أستحق الكثير - لوزعته عليهم بالتساوي.
- أنا أعرف وأعترف بأنه لولا مجهوداتهم التي استمرت في بعض الأحيان لبعض منهم أكثر من 24 ساعة متواصلة لما كان لدوري المتواضع في هذه الرحلة كشخص من عدة أشخاص، من مجموعة كبيرة نساء ورجال أية قيمة. وأحب أن أوضح هذه النقطة أيضاً، نساء ورجالاً من أبناء هذه البلاد وأبناء العالم العربي لكان دورنا أكثر تواضعاً. ولن يكون له النجاح الذي تم.
- في الواقع، الرحلة كانت ناجحة لعدة جوانب ولا أحب أن أطيل؛ ولكن في أهم جوانبها أنها كانت تمثل نجاح التعاون الذي استثمر وأوصل المجموعة وأوصل هذا البلد من نقطة إلى نقطة أخرى، بسهولة ويسر.. ووضع هذا البلد وأهله على منعطف طريق آخر جديد.. البلد تاريخه تاريخ طويل ولكن تاريخه الحديث قصير جداً، ويفوت الكثير منا لو نظر البعض منا إلى الخلف قليلاً لرأى هذا التاريخ القصير ورأى التطور الذي حدث في هذا التاريخ، وكيف حدث.
- أنا اليوم وصلت من بلد عربي شقيق من الصومال، وأعرف أن الأخ عبد المقصود كان أكثر حرصاً على حضوري، يخشى أن تتدخل ظروف قاهرة تحول دون ذلك. لقد رأيت في الصومال بعيني مع الحفاوة التي تلقيتها من إخواني في الصومال، ومع حسن الضيافة، ومع الكرم الصومالي المعروف رأيت اختلاف الأوضاع بكل وضوح وخاصة في منطقتنا العربية. لقد وجدت بما لا يدع مجالاً للشك والحمد لله النعمة الوافرة التي نعيش فيها في بلدنا، وتذكرت عندئذ أنني ـ وأنا أبلغ من العمر في سني هذا ثلاثين عاماً ـ آخر الأجيال التي استطاعت أن تعيش فترة النخلة التي عاشتها المملكة، واستطاعت بعد ذلك أن تشق طريقها نحو الرقي والنمو في كل مجال في زمن قصير. إن ما حصل من تقدم لبلدنا يؤسفني أن أقول أن كثيراً من أبناء هذه البلاد لا يحسون به، ولا يشعرون به، وأنا لا أزعم أني من جيل الأخ عبد المقصود بل هو أكبر مني، ولذلك فهو يتذكر أشياء أقدم بكثير. ولقد سُئلت عن رحلة الفضاء هذه كثيراً وعن أهميتها، ومن الأسئلة التي وجهت إليَّ عندما كنت في السودان في آخر زيارة، السؤال التالي: يا أخي.. إذا لم نستطع حل مشاكلنا في الأرض ما جدوى البحث عنها في الفضاء؟ ربما كان لهذا السؤال وجه من الصحة، فما زلنا نبحث في اختيار حلول لمشاكلنا.. وما يجب أن نكون عليه في المستقبل، ولكن العالم والتاريخ هما اللذان يحددان ما نواجهه من مشاكل، وليس في مقدورنا حلها بجرة قلم. ثم إن مجال الفضاء لم نصل إليه إلاَّ متأخرين بسنوات عديدة؛ مع العلم أن رحلات الفضاء في السابق كانت رحلات علمية إلى حد ما، أما في غالبها فهي إعلامية أو رحلات استعراضية.. هكذا بدأت في الواقع رحلات الفضاء غير أن العالم اليوم وصل إلى المكان الذي بدأ فيه استغلال هذا المجال الحيوي لعدة أمور تعرفون منها الكثير، سواء اقتصادية أو علمية، ولكن من أهمها أيضاً استغلالها استغلالاً عسكرياً وأمنياً.
- إذا كنا نفتخر بكل ما نملك، فإن علينا أن نراعي مستقبل الأجيال القادمة، وإذا كنا نود المحافظة على عقيدتنا التي نعتز بها والمحافظة على تقاليدنا وعاداتنا، فالنظرة إلى المستقبل تفرض أن تشمل هذه المحافظة أيضاً المحافظة على أنفسنا من الناحية الأمنية والناحية العسكرية.
- ومن المؤسف أن نرى اليوم الاتفاقيات الدولية في مجال استغلال الفضاء عسكرياً توقع فيما بين أعدائنا وبين دول العالم، وتتناقل هذه الأخبار صحفنا المحلية. ويورد بعض إخواننا الصحفيين هذه الأخبار بصورة مختصرة مقتضبة قصيرة لا تعطي أهميتها كاملة، ولكن لا قدر الله قد يأتي اليوم الذي قد لا يكون بعيداً أبداً أن تصبح أكثر أسلحتنا التقليدية الموجودة بأيدينا الآن بالية وليس لها النفع الذي توقعناه منها، أو لا تساوي القيمة التي دفعناها ثمناً لها.
- المملكة العربية السعودية اليوم بلد يعيش فعلاً ثورة علمية جبارة. أنا شخصياً بخبرتي المتواضعة جداً وبحكم تنقلاتي الكثيرة.. أعرف أن هذه الثورة العلمية لا زالت غير محسوسة لدينا، ولا زلنا لا نعرف إلى أي حد وصلنا فيها. ولو كان بعضكم يعمل في المجال الذي أعمل فيه وهو مجال الطيران، لأدرك أن قواتنا الجوية تتعامل اليوم مع أكفأ الأجهزة العسكرية تعقيداً في العالم وأفضلها. كما أود أن أقول لكم بكل جد إن إخوتكم السعوديين العاملين بهذا المجال هم الذين يسيطرون على هذه الأجهزة سيطرة تامة، رغم وجود الأجانب وبعض المستشارين المتعاقدين.
- لقد أحببت أن أقول هذه الكلمة البسيطة وأقحم القوات الجوية، لأني أستطيع أن أتحدث باسمها. فلو رأيتم المجال الذي يعمل فيه أبناؤكم وإخوانكم في القوات الجوية مثلاً، أو زار أحدكم مخابئ طائرات الفاء 15، لرأى أن المجموعة التي تعمل في كل مخبأ هم 100 بالمائة من إخوانكم السعوديين، وأن لهم فعلاً السيطرة التامة على كل شيء يخص هذا البلد وأمنه والآن في الواقع بدأت قواتنا الجوية تستقبل أفضل الجامعيين المتعلمين وترفض الآن الكثير من الطلبات، وبدأ يرتفع مستوى العسكري المقبول. أي أننا بدأنا نبتعد عن الكثرة ونركز على الجودة، حتى يتم التنافس بين الشباب قوياً وسليماً، ولا يكون هناك مجال للمجاملات والمحاباة، لدرجة أن والد أي طالب نسبة درجاته العلمية منخفضة يجد نفسه في حرج شديد إذا رغب إلحاقه بالقوات المُسلحة، لوجود شباب أكثر منه تفوقاً علمياً وأقوى وأفضل على أداء العمل.
- لقد وصلنا حقيقة إلى مرحلة لم يتخيل أحد أن يصل بلدنا إليها في هذه المدة القصيرة جداً. لقد بدأت المملكة في شبه عزلة تقنياً عن باقي دول العالم العربي، قد لا يلاحظ بعضكم هذا الشيء لعدم تعامله في هذه المجالات. نعم كان عندنا الكثير الذي نفتخر به وببلدنا والحمد لله، ولكن الفخر شيء، والتطلع للمستقبل والعمل شيء آخر.
- ختاماً إن ما سمعته من القصائد والخطب سرتني وأتقبلها نيابة عن إخوتي وأصدقائي الذين ذكرتهم في أول كلامي، وليس لشخصي أنا، كما أود أن أقول لكم بأن هذه الحفلة الليلة وهذا التكريم مناسبة جمعتني بكم، والتقيت بالكثير منكم والذين تمنيت لقاءهم قبل اليوم لما سمعته عنهم. كما أن هناك إخوة آخرين قابلتهم الليلة وأتمنى أن أقابلهم في المستقبل، فشكراً للأخ عبد المقصود على كل ما يعمله بسبب جمع هذه النخبة من الناس كل أسبوع، وهو وعدني كصديق عرفته قبل الطفرة المالية وما زال كما عرفته لم يتغير أبداً يتمتع بتلك الخصال الحميدة، وأشكركم على هذا الاستقبال؛ والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :549  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .